Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 42-44)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، ونافع وعاصم { الولاية } بفتح الواو { لله الحق } بكسر القاف ، وقرأ حمزة بكسرهما . وقرأ أبو عمرو : بفتح الواو ، وضم القاف . وقرأ الكسائي بكسر الواو وضم القاف . وقرأ اهل الكوفة إلا عاصماً { ولم يكن } بالياء الباقون بالتاء . من قرأ بالتاء فلتأنيث الفئة ، والفئة الجماعة ، وقد يسمى الرجل الواحد فئة ، كما ان الطائفة تكون جماعة وواحداً . قال ابن عباس في قوله { وليشهد عذابهما طائفة } فالطائفة قد تكون الرجل الواحد . ومن قرأ بالياء فلقوله { ينصرونه } ولأن التأنيث غير حقيقي . واما { الولاية } بفتح الواو ، وكسرها فلغتان مثل الوكالة والوكالة والدلالة والدلالة . وقال قوم : هما مصدران فالمكسور مصدر الوالي من الامارة والسلطان . والمفتوح مصدر الوليّ ضد العدو ، تقول : هذا ولي بين الولاية . واما قوله { الحق } فمن خفض قال الحق هو الله فخفضه نعتاً لله ، واحتج بقراءة ابن مسعود { هنالك الولاية لله وهو الحق } وفى قراءة ابي { هنالك الولاية الحق لله } ومن رفع جعله نعتاً للولاية ، وأجاز الكوفيون والبصريون النصب بمعنى أحق ذلك حقاً ، والحق اليقين بعد الشك . قوله { وأحيط بثمره } معناه هلكت ثمرهم عن آخرها ، ولم يسلم منها شيء كما يقال أحاط بهم العدو إذا هلكوا عن آخرهم والاحاطة ادارة الحائط على الشيء . ومنه قوله { ولا يحيطون بشيء من علمه } أي لا يعلمون معلوماته ، والحد محيط بجميع المحدود . وقوله { فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها } أي يتحسر على ما انفق فى عمارتها { وهي خاوية على عروشها } معناه حيطانها قائمة لا سقوف عليها ، لانها انهارت فصارت في قرارها ، وخوت فصارت خاوية من الاساس . ومثله قولهم وقعت : الدار على سقوفها أي أعلاها على أسفلها . وقيل خاوية على بيوتها ، والعروش الابنية أي قد ذهب شجرها وبقيت جدرانها ، لا خير فيها . وقيل العروش السقوف ، فصارت الحيطان على السقوف . وقوله { ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً } اخبار منه تعالى عما يقول صاحب الجنة الهالكة ، وانه يندم على ما كان منه من الشرك بالله . ثم قال تعالى { ولم يكن له فئة } اي جماعة { ينصرونه من دون الله } قال العجاج : @ كما يجوز الفئة الكمي @@ وقوله تعالى { وما كان منتصراً } قال قتادة : معنا ما كان ممتنعاً . وقيل معناه ما كان منتصراً بان يسترد بدل ما كان ذهب منه . وقوله { هنالك الولاية لله الحق } اخبار منه تعالى ان فى ذلك الموضع الولاية بالنصرة والاعزاز لله ( عز وجل ) لا يملكها احد من العباد يعمل بالفساد فيها ، كما قد مكن فى الدنيا على طريق الاختيار ، فيصح الجزاء فى غيرها . وقوله { هو خير ثواباً وخير عقباً } انما قال هو خير ثواباً مع أنه لا يثيب أحد إلا الله لامرين : احدهما - انه على ردّ ادعاء الجهال انه قد يثيب غير الله ، فتقديره لو كان غيره يثيب ، لكان هو خير ثواباً . والثاني انه خير جزاء على العمل . وعاقبة ما يدعو اليه خير من عاقبة ما لا يدعو اليه . والولاية بفتح الواو ضد العداوة ، وبكسرها الامارة والسلطان . وقرأ عاصم وحمزة { عقباً } بسكون القاف . الباقون بضمتين وهما لغتان بمعنى العاقبة ، وهو نصب على التمييز { وهنالك } اشارة الى يوم القيامة . والمعنى ان يوم القيامة تتبين نصرة الله ، لأوليائه . و { عقباً } أي عاقبة يقال عقبى الدار ، وعقب الدار ، وعقب الدار ، وعاقبة الدار بمعنى واحد .