Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 4-5)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى أنه يحذر ايضاً محمد ( صلى الله عليه وسلم ) القوم { الذين قالوا اتخذ الله ولداً } من مشركي قومه وغيرهم - عقاب الله ، وعاجل نقمته وأليم عذابه على قولهم ذلك . وقوله { ما لهم به من علم } [ معناه ما لقائلي القول هذا يعني قولهم { اتخذا الله ولداً } به من علم ] يعني ليس لهم بالله من علم . ومعنى الكلام ما لهؤلاء القائلين هذا القول بالله من علم بأنه لا يجوز أن يكون له ولد . فلجهلهم بالله وعظمته قالوا ذلك . وقوله { ولا لآبائهم } معناه ولا لأسلافهم الذين مضوا قبلهم على مثل الذي هم عليه اليوم ، ما كان لهم بالله وعظمته علم . وقوله { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } نصب { كلمة } على التمييز ، وتقديره كبرت كلمتهم التي قالوها كلمة ، كما تقول : نعم رجلا عمرو ، ونعم الرجل رجلا قام . وقال بعضهم : نصب { كلمة } لانها في معنى : اكبر بها كلمة ، كقوله { وساءت مرتفقاً } وهي في النصب كقول الشاعر : @ ولقد علمت إذا الرياح تروحت هدج الرئال تكبهن شمالاً @@ أي تكبهن الرياح شمالا ، فكأنه قال كبرت تلك الكلمة . وروي عن بعض المكيين انه قرأ ذلك بالرفع ، كقولهم : كبر قولك ، وكبر شأنك ، فعلى هذا لا يكون فى قوله { كبرت } مضمر ، بل يكون صفة الكلمة ، والأول أقوى ، لاجماع القراء على النصب ، وهذا شاذ ، وتأويل الكلام : عظمت الكلمة كلمة تخرج من افواه هؤلاء القوم { الذين قالوا اتخذ الله ولداً } او الملائكة بنات الله . وقوله { إن يقولون إلا كذباً } معناه ليس يقول هؤلاء القائلون { اتخذ الله ولداً } إلا كذباً ، وفرية افتروها على الله - عز وجل - .