Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 83-87)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خمس آيات كوفي وحجازي وست بصري وشامي . عدّ اسماعيل والكوفيون والبصري والشامي " من كل شيءٍ سبباً آية وعدّ المدني الأخر والمكي والبصري والشامي عندها قوماً " آية جعلوا { فأتبع سبباً } بعض الآية الأولى ولم يعد أَهل الكوفة " قوماً " آخر آية بان جعلوا آخر الآية " حسناً " . قرأ ابن عامر وأهل الكوفة { فأتبع } بقطع الهمزة ، وفتحها ، وتخفيف التاء وسكونها ، فيهن الباقون { فأتبع } جعلوها ألف وصل وشددوا التاء ، وفتحوها . وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة إلا حفصاً وابو جعفر " حامية " بالف وتخفيف الهمزة . الباقون { حمئة } بلا الف ، مهموز . قال أبو علي النحوي ( تبع ) فعل يتعدى الى مفعول واحد ، فاذا نقلته بالهمزة يتعدى الى معفولين . قال الله تعالى { وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة } وقال { وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة } لما بنى الفعل للمفعولين قام أحد المفعولين مقام الفاعل . واما { أتبعوا } فافتلعوا ، فتعدى الى مفعول واحد ، كما تعدى افعلوا اليه ، مثل شويته واشتويته ، وحفرته واحتفرته . وقوله { فأتبعوهم مشرقين } تقديره فاتبعوهم جنودهم فحذف أحد المفعولين ، كما حذف من قوله { لينذر بأساً شديداً من لدنه } ومن قوله { لا يكادون يفقهون قولاً } والمعنى لا يكادون يفقهون أحداً ، ولينذر الناس بأساً شديداً ، فمن قطع الهمزة فتقديره فاتبع أمره سبباً او اتبع ما هو عليه سبباً [ والسبب ها هنا الطريق مثل السبيل . والسبب الحبل . والسبب القرابة ] . وقال ابو عبيدة { في عين [ حمئة } بالألف ذات حمأة . وقال ابو علي من قرأ حمئه بغير الف فهي فعله . ومن قرأ { حاميه } ] فهي فاعلة من حميت فهي حامية ، قال الحسن : يعني حارة . ويجوز فيمن قرأ { حامية } أن تكون فاعلة من الحمأة ، فخفف الهمزة وقلبها ياء على قياس قول أبي الحسن . وإن خفف الهمزة على قول الخليل كانت بين بين . وقرأ ابن عباس { في عين حمئة } وقال هي ماء وطين . وتقول العرب : حمأت البئر إذا أخرجت منها الحمأة ، واحمأتها إذا طرحت فيها الحمأة . وحمئت تحمأ ومعنى حمئة صار فيها الحمأه . فاما قولهم هذا حم لفلان ، ففيه أربع لغات حمو وحمو وحماء وحم . وذكر اللحياني لغة خامسة وسادسة : الحمو مثل العفو ، والحمأ مثل الخطأ . وكل قرابة من قبل الزوج ، فهم الاحماء وكل قرابة من قبل النساء فهم الاختان والصهر يجمعهما ، وأم الرجل ختنه وابوه ختنه وام الزوج حماة وأبوها حمو . وقال ابو الاسود الدؤلي شاهد لابي عمرو فى عين حمئة : @ @ تجيء بملئها طوراً وطوراً تجيء بحمأة وقليل ماء @@ @@ يقول الله تعالى لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يسألونك يا محمد عن ذي القرنين واخباره وسيرته ، وكان السائل عن ذلك قوماً من اليهود . وقيل كانوا قوماً من مشركي العرب ، فقل لهم يا محمد ، { سأتلوا عليكم } يعني سأقرأ عليكم من خبره ذكراً . ثم قال تعالى مخبراً له { إنا مكنا له في الأرض } أي بسطنا يده فيها وقويناه { وآتيناه من كل شيء سبباً } ومعناه علماً يتسبب به الى ما يريده - في قول ابن عباس وقتادة وابن زيد والضحاك وابن جريج - وقيل { آتيناه من كل شيءٍ سبباً } يعني ما يتوصل به الى مراده . ويقال للطريق الى الشيء سبب وللحبل سبب وللباب سبب { فأتبع سبباً } أي سبباً من الأسباب التي أوتي . ومن قرأ بقطع الهمزة أراد فلحق سبباً ، يقال ما زلت أتبعه حتى اتبعته أي لحقته . وقوله { فأتبع سبباً } قال مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد : معناه طرقاً من المشرق والمغرب . وقيل معنى { وآتيناه من كل شيءٍ سبباً } ليسيعين به على الملوك وفتح الفتوح ، وقتل الاعداء فى الحروب { فأتبع سبباً } أي طريقاً الى ما أريد منه . وقيل سمي { ذي القرنين } لأنه كان في رأسه شبه القرنين . وقيل سمي بذلك لأنه ضرب على جابي رأسه . وقيل : لانه كانت له ضفيرتان . وقيل لانه بلغ قرئي الشمس مطلعها ومغربها . وقيل : لانه بلغ قطري الارض من المشرق والمغرب . وقوله { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } أي فى عين ماء ذات حمأة - في قول ابن عباس ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير - ومن قرأ " حامية " أراد حارة ، فى قول الحسن . وقرئ به في احدى الروايتين عن ابن عباس كقول ابي الاسود الدؤلي . تجيء بملئها طوراً وطوراً تجيء بحمأة وقليل ماء وقال ابو علي الجبائي ، والبلخي : المعنى وجدها كانها تغرب في عين حمئة ، وإن كانت تغيب وراءها . قال البلخي لان الشمس اكبر من الارض بكثير ، وأنكر ذلك ابن الاخشاد . وقال : بل هي فى الحقيقة تغيب فى عين حمئة على ظاهر القرآن . وقوله { ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً } معناه إما أن تعذبهم بالقتل لاقامتهم على الشرك بالله { وإما أن تتخذ فيهم حسناً } بان تأسرهم فتعلمهم الهدى وتستنقذهم من العمى ، فقال ذو القرنين - لما خيره الله فى ذلك { أما من ظلم نفسه } بأن عصى الله وأشرك به { فسوف نعذبه } يعني بالقتل ويرد فيما بعد { إلى ربه فيعذبه } ، يوم القيامة { عذاباً نكراً } أي عظيماً منكراً تنكره النفس من جهة الطبع ، وهو عذاب النار ، وهو أشد من القتل في الدنيا .