Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 88-91)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفة إلا أبا بكر { فله جزاء الحسنى } بالنصب والتنوين . الباقون بالرفع ، والاضافة . فمن أضاف احتمل أن يكون أراد فله جزاء الطاعة ، وهي الحسنى . ويحتمل أن يكون أراد فله الجنة وأضافه الى الحسنى وهي الجنة ، كما قال { وإنه لحق اليقين } ومن نون أراد فله الحسنى أي الجنة ، لأن الحسنى هي الجنة لا محاله . ونصبه يحتمل أمرين : أحدهما - ان يكون نصباً على المصدر في موضع الحال أي فلهم الجنة يجزون بها جزاء . والثاني - قال قوم : هو نصب على التمييز وهو ضعيف ، لان التمييز يقبح تقديمه كقولك تفقأ زيد شحماً ، وتصبب عرقاً ، وله دن خلاً ، ولا يجوز له خلاَ دن ، وأما عرقاً فما أحد اجازه إلا المازني . وشاهد الاضافة قوله { لهم جزاء الضعف } والحسنى ها هنا الجزاء . لما حكى الله تعالى ما قال ذو القرنين إن من ظلم نعذبه ، وإن له عند الله عذاباً نكراً ، أخبر ان من صدق بالله ووحّده وعمل الصالحات التي أمر الله بها { فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً } اي قولا جميلا ثم قال { ثم أتبع سبباً حتى إذا بلغ مطلع الشمس } أي الموضع الذي تطلع منه مما ليس وراءه أحد من الناس فوجد الشمس { تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً } اي انه لم يكن بتلك الأرض جبل ولا شجر ، ولا بناء ، لأن أرضهم لم يكن يبنى عليها بناء ، فكانوا إذا طلعت الشمس عليهم يغورون فى المياه والاسراب ، وإذا غربت تصرفوا في أمورهم - في قول الحسن وقتادة وابن جريج - وقال قتادة هي الزنج . وقوله { كذلك } معناه كذلك هم . ثم قال { وقد أحطنا بما لديه خبراً } أي كذلك علمناهم وعلمناه . ويحتمل أن يكون المراد كذلك ، { أتبع سبباً } الى مطلع الشمس ، كما اتبعه الى مغربها . وقوله { ثم أتبع سبباً } يعني طريقاً ومسلكا لجهاد الكفار . وقال الحسن ان ذا القرنين كان نبياً ملك مشارق الارض ومغاربها . وقال عبد الله بن عمر كان ذو القرنين والخضر نبيين وكذلك لقمان كان نبياً .