Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-70)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ نافع وابن عامر وعاصم { أولا يذكر } خفيفاً . الباقون بالتشديد . من شدد : أراد أولا يتذكر ، فادغم التاء فى الذال لقرب مخرجيهما . ومن خفف ، فلقوله { فمن شاء ذكره } والخفيفة دون ذلك فى الكثرة في هذا المعنى . هذا حكاية من الله تعالى عن قول من ينكر البعث والنشور من الكفار ، وهم المعنيون بقوله { أولا يذكر الإنسان } بانهم يقولون على وجه الانكار والاستبعاد : أإذا متنا يخرجنا الله احياء ويعيدنا كما كنا ؟ ! فقال الله تعالى منبها على دليل ذلك { أولا يذكر الإنسان } . من شدد أراد اولا يتفكر ، ومن خفف أراد اولا يعلم { أنا خلقناه من قبل } هذا { ولم يك شيئاً } موجوداً ، فمن قدر على أن يخلق ويوجد ما ليس بشيء ، فيجعله شيئاً موجوداً ، فهو على إعادته بعد عدمه الى الحالة الاولى أقدر . ثم اقسم تعالى فقال { فوربك لنحشرنهم } أي لنبعثنهم من قبورهم مقرنين بأوليائهم من الشياطين . ويحتمل { الشياطين } أن يكون نصباً من وجهين : احدهما - ان يكون مفعولا به بمعنى ونحشر الشياطين . الثانى - ان يكون مفعولا معه بمعنى لنحشرنهم مع الشياطين { ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً } جمع جاثي وهو الذي برك على ركبتيه . وقوله { ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً } يعني تمرداً أي نبدأ بالاكبر جرماً فالاكبر ، في قول أبي الاحوص ، ومجاهد . والشيعة هم الجماعة المتعاونون على أمر واحد من الامور ، ومنه تشايع القوم إذا تعاونوا ، ويقال للشجاع : شيع أي معان ، وفى رفع { أيهم } ثلاثة اقوال : أولها الحكاية على تقدير ، فيقال لهم أيهم أشد على الرحمن عتيا ؟ فليخرج . الثاني - انه مبني على الضم ، ومعناه الذي هو اشد على الرحمن عتيا ، إلا أنه مبني لما حذف منه ( هو ) ، واطرد الحذف به فصار كبعض الاسم . فالاول قول الخليل . والثاني مذهب سيبويه . والثالث - أن يكون { لننزعن } معلقة كتعليق علمت أيهم في الدار ، وهو قول يونس . وأجاز سيبويه النصب على أن يكون ( أي ) بمعنى الذي . وذكر انها قراءة هارون الاعرج . وقوله { ولم يك شيئاً } أي لم يكن شيئاً موجوداً كائناً . ثم أخبر تعالى أنه اعلم بالذين عملوا المعاصي وارتكبوا الكفر والكبائر ، والذين هم اولى بالنار صلياً ، لا يخفى عليه خافية .