Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 76-80)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى انه { يزيد الذين اهتدوا } الى طاعة الله واجتناب معاصيه { هدى } ووجه الزيادة لهم فيه ان يفعل بهم الألطاف التي يستكثرون عندها الطاعات بما يبينه لهم من وجه الدلالات والامور التي تدعوا الى أفعال الخيرات . وقيل : زيادة الهدى هو بايمانهم بالناسخ والمنسوخ . واخبر تعالى أن { الباقيات الصالحات } وهي فعل جميع الطاعات واجتناب جميع المعاصي . وقيل : هو قول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولله الحمد ، وروي عن أبي عبد الله ( ع ) أن الباقيات الصالحات القيام آخر الليل لصلاة الليل والدعاء في الاسحار . وسميت باقيات بمعنى أن منافعها تبقى وتنفع أهلها فى الدنيا والاخرة ، بخلاف ما نفعه مقصور على الدنيا فقط . وقوله { خير عند ربك ثواباً } أي أكثر ثواباً من غيرها . وقيل معناه خير ثواباً من مقامات الكفار التي لها عندهم الافتخار . وقيل : خير من اعمال الكفار على تقدير : إن كان فيها خير . وقوله { وخير مردّاً } أي خير نعيماً ترده الباقيات الصالحات على صاحبه ، كأنه ذاهب عنه لفقده له ، فترده عليه حتى يجده فى نفسه . وقوله { أرأيت الذي كفر بآياتنا ، وقال لأوتين مالا وولداً } قيل : نزلت في العاص بن وائل السهمي - فى قول ابن عباس ، وخباب ابن الارت ، ومجاهد - وقال الحسن : نزلت في الوليد بن المغيرة ، فانه قال - استهزاء - لأوتين مالا وولداً فى الجنة ، ذكره الكلبي . وقيل أراد فى الدنيا ، يعني إن اقمت على دين آبائي وعبادة آلهتي { لأوتين مالا وولداً } . وقرأ حمزة والكسائي " وولداً " بضم الواو . الباقون بفتحها . وقيل فى ذلك قولان : احدهما - انهما لغتان كالعدم والعدم ، والحزن والحزن ، قال الشاعر : @ فليت فلاناً كان في بطن أمّه وليت فلاناً كان ولد حمار @@ وقال الحارث بن حلزة : @ ولقد رأيت معاشراً قد ثمروا مالا وولدا @@ وقال رؤبة : @ الحمد لله العزيز فردا لم يتخذ من ولد شيء ولدا @@ والثاني - إن ( قيساً ) تجعل ( الولد ) بالضم جمعاً ، وبالفتح واحداً ، كقولهم : اسد واسد ، ووثن ووثن . فقال الله تعالى { اطلع الغيب } أي اشرف على علم الغيب وعرفه حتى قال ما قال ؟ ! وهذه الف الاستفهام دخلت على الف الوصل المكسورة فسقطت المكسورة مثل { أصطفى البنات على البنين } وقوله { أم اتخد عند الرحمن عهداً } قال قتادة : معناه آتخذ عهداً للرحمن بعد صالح قدمه ؟ . وقال غيره : معناه { أم اتخذ عند الرحمن عهداً } أي قولا قدمه اليه بما ذكره . ثم قال تعالى " كلا " أي حقاً وهو قسم { سنكتب ما يقول } أي نثبته ليواقف عليه يوم القيامة { ونمد له من العذاب مداً } أي نؤخر عنه عذابه ، ولا نعاجله . ويجوز أن يكون المراد إنا نطيل عذابه . وقوله { ونرثه ما يقول } قال ابن عباس وقتادة وابن زيد : نرثه نحن المال والولد بعد اهلاكنا إياه وإبطالنا ما ملكناه { ويأتينا فرداً } أي يجيئنا يوم القيامة فرداً لا أحد معه ، ولا شيء يصحبه .