Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 81-85)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن نهيك { كلا سيكفرون } - بضم الكاف - بمعنى جميعاً سيكفرون . الباقون بفتح الكاف . اخبر الله تعالى أن هؤلاء الكفار الذين ذكرهم ووصفهم بأنهم { اتخذوا من دون الله آلهة } عبدوها ووجهوا عبادتهم نحوها { ليكونوا لهم عزّاً } والاتخاذ اعداد الشيء ليأتيه في العاقبة ، فهؤلاء اتخذوا الآلهة ليصيروا الى العز فصاروا بذلك الى الذل ، فسخط الله عليهم وأذلهم . والعز الامتناع من الضيم عزّ يعزّ عزاً ، فهو عزيز أي منيع من أن ينال بسوء . فقال الله تعالى { كلا سيكفرون بعبادتهم } أي حقاً ليس الأمر على ما قالوه بل سيكفرون بعبادتهم . وقيل فى معناه قولان : احدهما - إن معناه سيجحدون أن يكونوا عبدوها ، لما يرون من سوء عاقبتها . وهذا جواب من اجاز وقوع القبائح والكذب من أهل الآخرة . الثاني - سيكفرو ما اتخذوه آلهة بعبادة المشركين لها ، كما قال الله تعالى { تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون } أي بأمرنا وإرادتنا { ويكونون عليهم ضدّاً } وقيل في معناه قولان : احدهما - قال مجاهد : يكونون عوناً في خصومتهم وتكذيبهم . الثاني - قال قتادة يكونون قرناء هم فى النار يلعنونهم ويتبرؤن منهم . ثم قال تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { ألم تر } يا محمد { أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين } أي لما سلط الكفار الشياطين على نفوسهم وقبلوا منهم واتبعوهم خلينا بينهم وبينهم حتى اغووهم ، ولم نحل بينهم بالالجاء ، ولا بالمنع ، وعبر عن ذلك بالارسال على ضرب من المجاز . ومثله قوله { فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } ويحتمل ان يكون أراد به يرسل الشياطين عليهم في النار بعد موتهم يعذبوهم ويلعنونهم ، كما قال { فوربك لنحشرنهم والشياطين } ويقال أرسلت الباز والكلب على الصيد إذا خليت بينه وبينه . وقوله { تؤزهم أزاً } أي تزعجهم ازعاجاً . والاز الازعاج الى الامر ، أزه أزاً وأزيزاً إذا هزه بالازعاج الى أمر من الأمور . ثم قال تعالى { فلا تعجل } على هؤلاء الكفار { إنما نعد لهم عدّا } الايام والسنين . وقيل الانفاس . وقوله { يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً } أي اذكر يوم نحشر الذين اتقوا معاصي الله وفعلوا طاعاته الى الرحمن وفداً اي ركباناً فى قدومهم ، ووحد لأنه مصدر وفد ، ويجمع وفوداً ، تقول : وفدت أفد وفداً فأنا وافد . وقيل : انهم يؤتون بنوق لم ير مثلها ، عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد ، فيركبون عليها حتى يصيروا الى ابواب الجنة - في قول ابن عباس - وقيل : معناه يحشرهم الله جماعة جماعة .