Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 7-10)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة " نبشرك " وفي آخرها { لتبشر به } بالتخفيف فيهما الباقون بالتثقيل . وقرأ حمزة والكسائى { عتيا ، وصليا ، وبكيا ، وجثيا } بكسر أوائلهن وافقهما حفص إلا فى بكيا الباقون بضم اوائلهن . من كسر اوائل هذه الحروف فلمجاورة الياء . والاصل الضم ، لانه جمع فاعل مثل جالس وجلوس ، وكذلك صال وصلي ، والاصل صلوى ويكون على وزن فعول ، فانقلبت الواو ياء وادغمت الياء فى الياء . والاصل في " عتيا " عتواً ، لانه من عتا يعتو " وبكيا " من بكى يبكي ، كما قال تعالى { وعتوا عتواً كبيراً } وانما قيل " عتيا " ها هنا بالياء ، لأنه جمع عات ، وأصله عاتو فانقلبت الواو ياء ، لانكسار ما قبلها فبنوا الجمع على الواحد في قلب الواو ( ياء ) لان الجمع أثقل من الواحد . وقوله { وعتوا عتواً } مصدر ، والمصدر يجري مجرى الواحد حكماً : وإن كان فى اللفظ مشاركاً للجمع ، لانك تقول : قعد يقعد قعوداً ، وقوم قعود . وفى حرف أبي { وقد بلغت من الكبر عسيا } يقال للشيخ إذا كبر عسى يعسو ، وعتا يعتو إذا يبس . وقرأ حمزة والكسائي { وقد خلقناك } على الجمع . الباقون - بالتاء - على التوحيد فمن قرأ بالنون فلقوله { وحناناً من لدنا } ومن قرأ بالتاء فلقوله { وهو عليّ هين } ولم يقل علينا ، وهما سواء في المعنى . هذا حكاية ما قال الله تعالى لزكريا حين دعاه ، فقال له { يا زكريا إنا نبشرك } والبشارة الاخبار بما يظهر سروره فى بشرة الوجه ، يقال : بشره بشارة ، وتبشيراً وأبشر بالامر ابشاراً إذا استبشر به . وقوله { بغلام اسمه يحيى } فالغلام اسم للذكر أول ما يبلغ ، وقيل : إنه منه اشتق اغتلم الرجل إذا اشتدت شهوته للجماع . وقيل انما سمي يحيى ، لان الله تعالى أحياه بالايمان - فى قول قتادة - وقوله { لم نجعل له من قبل سمياً } قال ابن عباس : معناه لم تلد مثله العواقر ولداً . وقال مجاهد : لم نجعل له من قبل مثلا . وقال ابن جريج وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم ، والسدي : معناه لم يسم أحداً باسمه . وقيل انه لم يسم احداً من الانبياء باسمه قبله ، فقال زكريا عند ذلك { أنى يكون لي غلام } أي كيف يكون لي غلام { وامرأتي عاقر } لا يلد مثلها { وقد بلغت } أنا ايضاً { من } السن و { الكبر عتياً } فالعتي والعسي واحد ، يقال عتا عتوا وعتياً ، وعسى يعسو عسياً وعسواً فهو عات وعاس بمعنى واحد ، والعاسي هو الذي غيّره طول الزمان الى حال اليبس والجفاف . وقال قتادة : كان له بضع وسبعون سنة ، فقال الله تعالى له { كذلك } هوان الامر على ما اخبرتك { قال ربك هو علي هين } أي ليس يشق علي خلق الولد من بين شيخ وعاقر لاني قادر على كل شيء وكيف يعسر علي ذلك { وقد خلقتك } يا زكريا { من قبل } ذلك { ولم تك شيئاً } اى لم تكن موجوداً ومن نفى ان يكون المعدوم شيئاً استدل بذلك ، فقال لو كان المعدوم شيئاً لما نفى ان يكون شيئاً قبل ذلك وحمل قوله { إن زلزلة الساعة شيء عظيم } على المجاز ، والمعنى انها إذا وجدت كانت شيئاً عظيماً ، ومن قال : المعدوم شيء قال : اراد ولم يكن شيئاً موجوداً . ولم يكن قول زكريا { أنى يكون لي ولد } على وجه الانكار بل كان ذلك على وجه التعجب من عظم قدرة الله . وقيل : انه قال ذلك مستخبراً ، وتقديره ابتلك الحال أو بقلبه الى حال الشباب ، ذكره الحسن ، فقال زكريا عند ذلك يا { رب اجعل لي آية } أى دلالة وعلامة استدل بها على وقت كونه ، فقال الله تعالى له " آيتك " أى علامتك على ذلك { ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً } فقال ابن عباس اعتقل لسانه من غير مرض ثلاثة ايام . وقال قتادة والسدى وابن زيد اعتقل لسانه من غير خرس . وفي زكريا ثلاث لغات ( زكرياء ) ممدود ( وزكريا ) مقصور و ( زكرى ) مشدد . [ وقرئ بالمقصور والمدور دون اللغة الثالثة ]