Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 31-36)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر وحده { اشدد به أزري } بقطع الهمزة { وأشركه } بضم الألف . الباقون بوصل الهمزة الأولى ، وفتح الثانية . فوجه قراءة ابن عامر : أنه جعله جزاء . الباقون جعلوه : دعاء . وضم الف { أشركه } فى قراءة ابن عامر ضعيف ، لانه ليس اليه اشراكه في النبوة بل ذلك إلى الله تعالى . والوجه فتح الهمزة على الدعاء إلا ان يحمل على أنه أراد اشراكه فى أمره فى غير النبوة وذلك بعيد ، لانه جاء بعده ما يعلم به مراد موسى ، لانه قال { وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فارسله معي ردءاً يصدقني } فقال الله تعالى { سنشد عضدك بأخيك } قوله { أشدد به أزري } فالشد جمع يستمسك به المجموع يقال : شده يشده شداً ، فهو شاد وذاك مشدود ، ومثله الربط والعقد . والازر الظهر يقال : آزرني فلان على أمري أي كان لي ظهراً ، ومنه المئزر ، لانه يشد على الظهر ، والازار لانه يشد على الظهر ، والتأزير لأنه تقوية من جهة الظهر . ويجوز ان يكون ازر لغة في وزر ، مثل أرخت وورخت ، واكدت ووكدت . وقوله { وأشركه في أمري } فالاشراك الجمع بين الشيئين فى معنى على انه لهما ، بجعل جاعل . وقد أشرك الله بين موسى وهارون في النبوة . وقوّى الله به أزره ، كما دعاه . وقوله { كي نسبحك كثيراً } فالتسبيح التنزيه لله عما لا يجوز عليه من وصفه بما لا يليق به ، فكل شيء عظم به الله بنفي ما لا يجوز عليه ، فهو تسبيح ، مثل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر . وقوله { ونذكرك كثيراً } معناه نذكرك بحمدك والثناء عليك بما أوليتنا من نعمك ، ومننت به علينا من تحميل رسالتك { إنك كنت بما بصيراً } أي عالماً بأحوالنا وأمورنا . فقال الله تعالى إجابة له { لقد أوتيت سؤلك يا موسى } أي أعطيت مناك فيما سألته . والسؤل المنى فيما يسأله الانسان ، مشتق من السؤال . ويجوز بالهمز وترك الهمز .