Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 45-50)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما امر الله موسى وهارون ( ع ) أن يمضيا الى فرعون ويدعواه الى الله { قالا إننا نخاف أن يفرط علينا } ومعناه ان يتقدم فينا بعذاب ، ويعجل علينا ، ومنه الفارط المتقدم امام القوم الى الماء ، قال الشاعر : @ قد فرط العجل علينا وعجل @@ ومنه الافراط الاسراف ، لانه تقدم بين يدي الحق . والتفريط التقصير فى الأمر ، لأنه تأخير عما يجب فيه التقدم . فالأصل فيه التقدم { أو أن يطغي } أو يعتوا علينا ويتجبر ، فقال الله تعالى لهما { لا تخافا } ولا تخشيا { إنني معكما } أي عالم بأحوالكما ، لا يخفى علي شيء من ذلك . وإني ناصر لكما ، وحافظ لكما { أسمع } ما يقول لكما { وأرى } ما يفعل بكما . وقال ابن جريج { إنني معكما أسمع } ما يحاوركما به { وأرى } ما تجيئان به . فالسامع هو المدرك للصوت . والرائي المدرك للمريئات . ثم امرهما بأن ياتياه ، ويقولا له { إنا رسولا ربك } بعثنا الله اليك والى قومك لندعوكم الى توحيد الله واخلاص عبادته ، ويأمرك أن ترسل { معنا بني اسرائيل } اي تخليهم وتفرج عنهم ، وتطلقهم من اعتقالك { ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك } اي بمعجزة ظاهرة ، ودلالة واضحة من عند ربك { والسلام } يعني السلامة والرحمة { على من اتبع } طريق الحق و { الهدى } ، و { على } بمعنى اللام وتقديره السلامة لمن اتبع . والمعنى ان من اتبع طريق الهدى سلم من عذاب الله . وقوله { إنا قد أوحي إلينا } معناه قولا : { إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب } بآيات الله واعرض عن اتباعها . وفى الكلام محذوف ، وتقديره فاتياه فقولا له ذلك . قال { فمن ربكما يا موسى } وقيل : انه : قال فمن ربكما ؟ على تغليب الخطاب ، والمعنى فمن ربك وربه يا موسى ، فقال موسى مجيباً له { ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } ومعناه أعطى كل شيء حي صورته التي قدر له ثم هداه الى مطعمه ومشربه ومسكنه ومنكحه ، الى غير ذلك من ضروب هدايته - في قول مجاهد - وقيل : معناه أعطى كل شيء مثل خلقه من زوجة ، ثم هداه لمنكحه من غير أن رأى ذكراً اتى انثى قبل ذلك . وحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه وغير ذلك من هدايته . وقرأ نصير عن الكسائي " خلقه " بفتح اللام والخاء ، على انه فعل ماض . الباقون بسكونها على انه مفعول به . والمعنى إنه خلق كل شيء على الهيئة التي بها ينتفع والتي هي أصلح الخلق له ، ثم هداه لمعيشته ومنافعه لدينه ودنياه ،