Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 51-55)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفة { مهداً } على التوحيد . الباقون " مهاداً " على الجمع ، وهو مثل فرش وفراش . ومن قرأ { مهداً } قال ليوافق رؤس الآي . والمعنى { لا يضل ربي ولا ينسى الذي جعل لكم الأرض } مستقراً يمكنكم من التصرف عليها . وقال الزجاج : القرن اهل كل عصر فيهم نبي أو إمام او عالم يقتدى به ، وإن لم يكن واحد منهم لم يسم قرناً . حكى الله تعالى ما قال فرعون لموسى { ما بال القرون الأولى } وهي الامم الماضية ، وكان هذا السؤال منه معاياة لموسى ، فأجابه موسى بأن قال { علمها عند ربي } لانه لا يخفى عليه شيء من المعلومات . وقوله { في كتاب } اي اثبت ذلك فى الكتاب المحفوظ لتعرفه الملائكة . و { الأولى } تأنيث ( الأوّل ) وهو الكائن على صفة قبل غيره . فاذا لم يكن قبله شيء ، فهو قبل كل شيء ، واراد ذاك على ما فى معلوم الله من امرها ، وقيل انه اراد من يؤدبهم ويجازيهم . وقيل : ان معنى { لا يضل ربي ولا ينسى } اي لا يذهب عليه شيء ، والعرب تقول لكل ما ذهب على الانسان مما ليس بحيوان : ضله ، كقولهم : ضل منزله إذا اخطأه يضله بغير الف ، فاذا ضل منه حيوان فيقولون : أضل - بألف بعيره أو ناقته أو شاته بالألف . والاصل فى الاول ضل عنه . وقرأ الحسن { يضل } بضم الياء وكسر الضاد . وقوله { الذي جعل لكم الأرض مهداً } موضع { الذي } رفع بدل عن قوله { ربي . ولا ينسى الذي جعل لكم الأرض مهداً } أي جعله لكم مستقراً تستقرون عليه { وسلك لكم فيها سبلاً } معناه انه جعل لكم فى الارض سبلا تسلكوا فيها في حوائجكم من موضع الى موضع ، وانهج لكم الطرق { وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى } كل ذلك من صفات قوله { لا يضل ربي ولا ينسى الذي جعل } جميع ما ذكر صفاته . وقوله { كلوا وارعوا أنعامكم } لفظه لفظ الامر والمراد الاباحة . وقوله { إن في ذلك لآيات لأولي النهى } أي أن فى جميع ما عددناه دلالات لأولى العقول ، والنهى جمع نهية نحو كسية وكسى ، وهو شحم فى جوف الضب ، وانما خص أولى النهى ، لانهم أهل الفكر والاعتبار وأهل التدبير والاتعاظ . وقيل لهم : اهل النهى ، لانهم ينهون النفوس عن القبائح وقيل لانه ينتهى الى رأيهم . وقوله { منها خلقناكم وفيها نعيدكم } يعني من الارض خلقناكم وفي الارض نعيدكم إذا امتناكم { ومنها نخرجكم تارة أخرى } دفعة اخرى إذا حشرناكم .