Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 56-60)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { ولقد أريناه آياتنا كلها } تقديره أريناه آياتنا التي اعطيناها موسى واظهرناها عليه { كلها } لما يقتضيه حال موسى ( ع ) معه ، ولم يرد جميع آيات الله التي يقدر عليها ، ولا كل آية خلقها الله ، لان المعلوم أنه لم يرد به جميعها . وقوله { فكذب وأبى } معناه نسب الخبر الذي أتاه الى الكذب { وأبى } امتنع مما دعي اليه من توحيد الله واخلاص عبادته والطاعة لما أمر به . وقال فرعون لموسى { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى } والسحر حيلة يخفى سببها ويظن بها المعجزة ، ولذلك يكفر المصدق بالسحر ، لانه لاَ يمكنه العلم بصحة النبوة مع تصديقه بأن الساحر يأتي بسحره بتغيير الثابت . ثم قال فرعون لموسى { فلنأتينك } يا موسى { بسحر } مثل سحرك { فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى } اي عدنا مكاناً نجتمع فيه ووقتا نأتي فيه { مكاناً سوى } أي مكاناً عدلا بيننا وبينك - في قول قتادة والسدي - وقيل معناه مستوياً يتبين الناس ما بيننا فيه - ذكره ابن زيد - وقيل : معناه يستوي حالنا في الرضا به . وفيه إذا قصر لغتان - كسر السين ، وضمها - وإذا فتحت السين مددته نحو قوله { إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } ومثله عدى وعدى . وطوى وطوى ، وثنى وثنى . وقال ابو عبيدة : { سوى } النصف والوسط قال الشاعر : @ وإن ابانا كان حل ببلدة سوى بين قيس قيس غيلان والفزر @@ قيس وفزر قبيلتان هنا . والفزر القطيع من الشاء . والقيس القردة . والقيس مصدر قاس خطاه قيساً إذا سوى بينها . ويقال جارية تميس ميساً وتقيس قيساً ، فمعنى تميس تتبختر . وسأل رجل اعرابياً : ما اسمك قال محمد ، قال : والكنية ، قال : ابو قيس . قال قبحك الله اتجمع بين اسم النبي والقرد . وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة { سوى } بضم السين ، الباقون بالكسر . فقال له موسى { موعدكم يوم الزينة } وهو يوم عيد كان لهم - فى قول قتادة وابن جريج والسدي وابن زيد وابن اسحاق - وقال الفراء { يوم الزينة } يوم شرف كانوا يتزينون بها . وقوله { وأن يحشر الناس ضحى } يحتمل أن يكون فى موضع رفع ، وتقديره موعدكم حشر الناس . ويحتمل ان يكون فى موضع جر وتقديره يوم يحشر الناس . وقوله { فتولى فرعون } أي اعرض عن موسى على هذا الوعد { فجمع كيده } من السحر و { اتى } يوم الموعد . وقرأ هبيرة عن حفص عن عاصم { يوم } بفتح الميم على الظرف . الباقون بضمها على أنه خبر { موعدكم } فجعلوا الموعد هو اليوم بعينه .