Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 67-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن عامر { تلقف } بتشديد القاف ورفع التاء . وقرأ حفص عن عاصم ساكنة الفاء مجزومة خفيفة القاف . الباقون مشددة القاف مجزومة الفاء . وقرأ حمزة والكسائي { كيد سحر } على ( فعل ) الباقون { ساحر } على ( فاعل ) قال ابو علي : حجة من قال { ساحر } أن الكيد للساحر ، لا للسحر إلا أن يريد كيد ذي سحر ، فيكون المعنيان واحداً ، ولا يمتنع ان يضاف الكيد الى السحر مجازاً . قوله { فأوجس في نفسه خيفة موسى } قيل في وجه خيفته قولان : احدهما - قال الجبائي والبلخي خاف أن يلتبس على الناس أمرهم ، فيتوهموا أنه كان بمنزلة ما كان من أمر عصاه . الثاني - انه خاف بطبع البشرية لما رأى من كثرة ما تخيل من الحيات العظام ، فقال الله تعالى له { لا تخف إنك أنت الأعلى } أي انك انت الغالب لهم والقاهر لامرهم ، ثم أمره تعالى فقال له { ألق ما في يمينك } يعني العصا { تلقف ما صنعوا } أي تأخذها بفيها ابتلاعاً و ( ما ) ها هنا بمعنى الذي ، وتقديره تلقف الذي صنعوا فيه ، لان فعلهم لا يمكن ابتلاعه ، لانها اعراض . ويقال : لقف يلقف وتلقف يتلقف . ومن قرأ { تلقف } مضمومة الفاء مشددة القاف ، أراد تتلقف فاسقط احد التائين ، وكذلك روى ابن فليح عن البزي عن ابن كثير بتشديد التاء ، لانه ادغم احداهما في الاخرى . ومن سكن الفاء جعلها جواب الأمر . ومن رفع ، فعلى تقدير ، فهي تلقف . وقيل : إنها ابتلعت حمل ثلاث مئة بعير من الحبال والعصي . ثم اخذها موسى فرجعت الى حالها عصاً ، كما كانت . ثم اخبر تعالى ، بأن الذي صنعوه كيد سحر ، او كيد ساحر ، على اختلاف القراءتين . وانما رفع { كيد ساحر } لأنه خبر { إن } . والمعنى إن الذي صنعوه كيد ساحر ، ويجوز فيه النصب على أن تكون ( ما ) كافة لعمل ( إن ) كقولك إنما ضربت زيداً ، ومثله { إنما تعبدون من دون الله أوثاناً } ثم اخبر تعالى أن الساحر لا يفلح أي لا يفوز بفلاح أي بنجاة { حيث أتى } أي حيث وجد . وقال بعضهم ، لانه يجب قتله على كل حال ، فلما رأت السحرة ما فعله الله من قلب العصا ثعباناً وابطال سحرهم علموا انه من قبل الله ، وانه ليس بسحر ، فالقوا نفوسهم ساجدين لله ، مقرين بنبوة موسى ( ع ) مصدقين له . و { قالوا آمنا } أي صدقنا { برب هارون وموسى } وقيل معناه صدقنا بالرب الذي يدعو اليه هارون وموسى ، لانه رب الخلائق اجمعين .