Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 81-85)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ الكسائي وحده { فيحل عليكم } بضم الحاء ، وكذلك { من يحلل } بضم اللام . الباقون - بكسرها - ولم يختلفوا فى الكسر من قوله { أن يحل عليكم غضب من ربكم } يقال حل بالمكان يحل إذا نزل به ، وحل يحل - بالكسر - بمعنى وجب . قوله { كلوا من طيبات ما رزقناكم } صورته صورة الأمر والمراد به الاباحة ، لان الله تعالى لا يريد المباحات من الأكل والشرب فى دار التكليف . والطيبات معناه الحلال . وقيل معناه المستلذات . وقوله { ولا تطغوا فيه } معناه لا تتعدوا فيه فتأكلوه على وجه حرمه الله عليكم ، فتتعدون فيه بمعصية الله ، ويمكن ترك الأكل على وجه حرمه الله الى وجه أباحه الله على الوجه الذي أذن فيه ، وعلى وجه الطاعة أيضاً ، للاستعانة به على غيره من طاعة الله . وقوله { فيحل عليكم غضبي } معناه متى طغيتم فيه واكلتموه على وجه الحرام ، نزل عليكم غضبي ، على قراءة من ضم الحاء ، ومن كسره : معناه يجب عليكم غضبي الذي هو عقاب الله . ثم اخبر تعالى أن من حل غضب الله عليه { فقد هوى } يعني هلك ، لأن من هوى من علو الى سفل ، فقد هلك . وقيل : هو بمعنى تردى وقيل : معناه هوى الى النار . ثم أخبر تعالى عن نفسه أنه " غفار " أي ستار " لمن تاب من المعاصي " فاسقط عقابه وستر معاصيه إذا أضاف الى إيمانه الأعمال الصالحات " ثم أهتدى " قال قتادة : معناه ثم لزم الايمان إلى أن يموت ، كأنه قال : ثم استمر على الاستقامة . وانما قال ذلك ، لئلا يتكل الانسان على انه قد كان أخلص الطاعة . وفى تفسير أهل البيت ( ع ) ان معناه " ثم أهتدى " الى ولاية أوليائه الذين أوجب الله طاعتهم والانقياد لامرهم . وقال ثابت البنائي : ثم أهتدى الى ولاية أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . ثم خاطب موسى ( ع ) ، فقال { وما أعجلك عن قومك يا موسى } قال ابن اسحاق : كانت المواعدة أن يوافي هو وقومه ، فسبق موسى الى ميقات ربه ، فقرره الله على ذلك لم فعله ؟ وقال موسى فى جوابه { هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى } فقال الله { فإنا قد فتنا قومك من بعدك } أي عاملناهم معاملة المختبر بان شددنا عليهم في التعبد بأن ألزمناهم عند اخراج العجل أن يستدلوا على أنه لا يجوز أن يكون إلهاً ، ولا أن يحل الاله فيه ، فحقيقة الفتنة تشديد العبادة . وقوله { وأضلهم السامري } معناه أنه دعاهم الى عبادة العجل ، فضلوا عند ذلك ، فنسب الله الاضلال اليه لما ضلوا بدعائه .