Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 96-100)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر { فتحت } مشددة ، على التكثير . الباقون بالتخفيف . يقول الله تعالى : إنه حرام على أهل قريه أهلكناها رجوعهم ، { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } أي ينفرج السدان { يأجوج ومأجوج } ويظهروا ، والتقدير فتحت جهة يأجوج ومأجوج ، والفتح أنفراج الشيء عن غيره . وقوله { وهم من كل حدب ينسلون } قال مجاهد : ان قوله { وهم } كناية عن الناس ، يحشرون الى أرض الموقف يوم القيامة . وقال عبد الله بن مسعود : هو كناية عن يأجوج ومأجوج . ويأجوج ومأجوج إسمان أعجميان ، وهما قبيلان . ولو كانا عربيين لكانا من أج النار ، أو الماء الاجاج . وقال قتادة : الحدب الاكم . وقيل : هو الارتفاع من الارض بين الانخفاض ، ومعناهما واحد . والحدبة خروج الظهر ، يقال : رجل أحدب إذا احدودب كبراً . وقوله { ينسلون } فالنسول الخروج عن الشيء الملابس ، يقال : نسل ينسل وينسل نسولا ، قال امرؤ القيس : @ وان كنت قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل @@ ونسل ريش الطائر إذا سقط . وقيل : النسول الخروج باسراع مثل نسلان الذئب ، قال الشاعر : @ عسلان الذئب أمسى قارياً برد الليل عليه فنسل @@ وقوله تعالى { واقترب الوعد الحق } قال قوم : الواو مقحمة والتقدير اقترب الوعد الحق ، يعني القيامة . وقال آخرون : ليست مقحمة ، بل الجواب محذوف ، وهو الأجود ، والتقدير على قول الأولين { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون … اقترب الوعد الحق } ذكره الفراء قال : وهو مثل قوله { وتله للجبين وناديناه } وكقوله { حتى إذا جاؤها وفتحت } والمعنى فتحت . وعلى قول البصريين الواو مرادة والتقدير حتى إذا فتحت ، واقترب الوعد الحق ، قالوا يا ويلنا قد كنا في غفلة . وقيل : خروج يأجوج ومأجوج من اشراط الساعة . وقوله { فإذا هي شاخصة } قيل ان الضمير في قوله { فإذا هي } عائد الى معلوم ينبه عليه ابصار الذين كفروا ، كما قال الشاعر : @ لعمر ابيها لا تقول ظعينتي إلا فرّعني مالك ابن أبي كعب @@ فكنى في ابيها ثم بين ذكرها . وقال قوم : إضمار العماد على شروط التفسير ، كقوله تعالى { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } وقوله { يا ويلنا } أي يقول الكفار الذين شخصت أبصارهم : الويل لنا إنا قد كنا في غفلة من هذا اليوم ، وهذا المقام ، بل كنا ظالمين لنفوسنا بارتكاب معاصي الله ، فيقول الله تعالى لهم { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } والمعنى انكم ايها الكافرون والذي عبدتموه من الاصنام والاوثان حصب جهنم . وقال ابن عباس : وقودها . وقال مجاهد : حطبها . وقيل : انهم يرمون فيها ، كما يرمى بالحصباء - في قول مجاهد ، وقال : إنما يحصب بهم أي يرمى بهم . وقرأ ( علي ) ( ع ) ، وعائشة { حطب } . وقرأ الحسن { حضب } بالضاد . ومعناه ما تهيج به النار وتذكا به . والحضب الحية . وقوله { أنتم لها واردون } خطاب لجميع الكفار انهم يردون جهنم ويدخونها لا محالة ، فالورود قد يكون الدخول ، كقولهم وردت الدار ، أي دخلتها ، ويكون بالاشراف ، كقوله { ولما ورد ماء مدين } ومعناه أشرف عليه . والمراد في الآية الدخول ، لأن الكفار يدخلون النار لا محالة . ثم قال تعالى : لو كان هذه الاصنام والاوثان آلهة لم يردوا جهنم . ويحتمل : أن يكون أراد ما وردت الاصنام جهنم ، لأنه كان يكون عبادتهم واقعة موقعها ، ولكانوا يقدرون على الدفاع عنهم والنصرة لهم . ثم اخبر تعالى ان كل في جهنم خالدون ، مؤبدون فيها . وأن لهم في جهنم زفيراً ، وهو شدة التنفس . وقيل : هو الشهيق لهول ما يرد عليهم من النار { وهم فيها } يعني في جهنم { لا يسمعون } قال الجبائي : لا يسمعون ما ينتفعون به ، وإن سمعوا ما يسؤهم . وقال ابن مسعود : يجعلون في توابيت من نار ، فلا يسمعون شيئاً . وقال قوم : المراد بقوله { وما يعبدون من دون الله } الشياطين الذين دعوهم الى عبادة غير الله ، فأطاعوهم ، فكأنهم عبدوهم ، كما قال { يا أبت لا تعبد الشيطان } أي لا تطعه .