Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 51-55)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما اخبر الله تعالى أنه آتى موسى وهارون الفرقان ، والضياء ، والذكر . وبين أن القرآن ذكر مبارك أنزله على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، أخبر انه آتى إبراهيم أيضاً قبل ذلك { رشده } يعني آتيناه من الحجج والبينات ما يوصله الى رشده ، من معرفة الله وتوحيده . والرشد هو الحق الذي يؤدي الى نفع يدعو اليه . ونقيضه الغي ، رشد يرشد رشداً ورشداً ، فهو رشيد . وفى نقيضه : غوى يغوى غياً ، فهو غاو . وقال قتادة ومجاهد : معنى { آتيناه رشده } هديناه صغيراً . وقال قوم : معنى { رشده } النبوة . وقوله { من قبل } يعني من قبل موسى وهارون . وقوله { وكنا به عالمين } أي كنا عالمين بأنه موضع لايتاء الرشد ، كما قال تعالى { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } وقيل : كنا نعلم أنه يصلح للنبوة { إذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون } . { إذ } فى موضع نصب ، والعامل فيه { آتيناه رشده … إذ قال } أي في ذلك الوقت ، وفيه إخبار عما أنكر ابراهيم على قومه وأبيه حين رآهم يعبدون الأصنام والأوثان ، فانه قال لهم : أي شيء هذه الاصنام ؟ ! يعني الصور التي صرتم لازمين لها بالعبادة ، والعكوف اللزوم لأمر من الامور : عكف عليه عكوفاً ، فهو عاكف . وقيل في معنى { لها عاكفون } لاجلها . قال مجاهد { هذه التماثيل } الأصنام . ثم حكى ما أجابه به قومه ، فانهم قالوا { وجدنا آباءنا لها } لهذه الاصنام { عابدين } فأحالوا على مجرد التقليد . فقال لهم ابراهيم { لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين } فذمهم على تقليد الآباء ، ونسب الجيمع الى الضلالة والعدول عن الحق . فقالوا له عند ذلك { أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين } ومعناه أجاد أنت فيما تقول محق عند نفسك أم أنت لاعب مازح ؟ وذلك أنهم كانوا يستبعدون إنكار عبادتها عليهم .