Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 56-60)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ الكسائي { جذاذاً } بكسر الجيم . الباقون بضمها . فمن ضم الجيم أراد جعلهم قطعاً ، وهو ( فعال ) على وزن الرفات والفتات والرقاق ، وجذذته أجذه جذاً أي قطعته . وقال ابن عباس : الجذاذ الحطام . ومن كسر الجيم فانه أراد جمع جذيذ ( فعيل ) بمعنى مجذوذ . ومثله كريم وكرام ، وخفيف وخفاف ، وبالضم مصدر لا يثنى ولا يجمع . قال جرير : @ آل المهلب جذ الله دابرهم أمسوا رماداً فلا أصل ولا طرف @@ حكى الله تعالى ما رد به إبراهيم على كفار قومه حين قالوا له { أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين } فانه قال لهم { بل ربكم رب السماوات والأرض الذي } خلقكم ودبركم والذي خلق السموات والارض و { فطرهن } معناه ابتدأهن والفطر شق الشيء من امر ظهر منه يقال : فطره يفطره فطراً وانفطر انفطاراً ، ومنه تفطر الشجر بالورق ، فكأن السماء تشق عن شيء فظهرت بخلقها . ثم قال ابراهيم { وأنا على ذلكم من الشاهدين } يعني أنا على ما قلت لكم : من انه تعالى خالقكم وخالق السموات شاهد بالحق لانه دال ، والشاهد الدال على الشيء عن مشاهدة ، فابراهيم ( ع ) شاهد بالحق دال عليه بما يرجع الى ثقة المشاهدة . ثم أقسم إبراهيم فقال { وتالله لأكيدن أصنامكم } وذلك قسم ، والتاء في القسم لا تدخل إلا فى اسم الله تعالى ، لأنها بدل من الواو والواو بدل من الباء ، فهي بدل من بدل ، فلذلك أختصت باسم الله . وقال قتادة : معناه لأكيدن أصنامكم في سر من قومه . والكيد ضر الشيء بتدبير عليه ، يقال : كاده يكيده كيداً فهو كائد . وقوله { بعد أن تولوا مدبرين } يقال : انه انتظرهم حتى خرجوا الى عيد لهم فحينئذ كسر اصنامهم . ثم أخبر تعالى انه { جعلهم جذاذاً } أي قطعاً { إلا كبيراً لهم } تركه على حاله . ويجوز أن يكون كبيرهم فى الخلقة . ويجوز أن يكون أكبرهم عندهم في التعظيم { لعلهم إليه يرجعون } أي لكي يرجعوا اليه فينتبهوا على ما يلزمهم فيه من جهل من اتخذوه إلهاً ، إذا وجدوه على تلك الصفة . وكان ذلك كيداً لهم . وفي الكلام حذف ، لان تقديره إن قومه رجعوا من عيدهم ، فوجدوا أصنامهم مكسرة { قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الضالمين } فـ { من } بمعنى الذي ، وتقديره الذي فعل هذا بمعبودنا ، فانه ظلم نفسه . وقوله { قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } قيل تخلف بعضهم فسمع إبراهيم يذكرها بالعيب ، فذكر ذلك ، ورفع { إبراهيم } بتقدير ، يقال له هذا إبراهيم ، او ينادى يا إبراهيم ، ذكره الزجاج .