Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 71-75)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى إنا نجينا ابراهيم ولوطاً من الكفار الذين كانوا يخافوهم ، وحملناهما { إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين } قال قتادة : نجيا من ارض كوثاريّا الى الشام . وقال ابو العالية : ليس ماء عذب الا من الصخرة التى فى بيت المقدس . وقال ابن عباس : نجاهما الى مكة ، كما قال { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً } وقيل : الى أرض بيت المقدس . وقال الزجاج : من العراق الى ارض الشام . وقال الجبائي : أراد ارض الشام . وانما قال { للعالمين } لما فيها من كثرة الاشجار والخيرات التي ينتفع جميع الخلق بها اذا حلوا بها . وانما جعلها مباركة ، لان اكثر الانبياء بعثوا منها ، فلذلك كانت مباركة . وقيل : لما فيها من كثرة الاشجار والثمار ، والنجاة هو الدفع عن الهلاك ، فدفع الله ابراهيم ولوطاً عن الهلكة الى الارض المباركة . والبركة ثبوت الخير النامي ونقيضها الشؤم وهو إمحاق الخير وذهابه . وقيل فى هذه الآية دلالة على نجاة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كما نجا ابراهيم من عبدة الاصنام ، الى الارض التى اختارها له . ثم قال { ووهبنا له } يعني ابراهيم اي أعطيناه اجتلاباً لمحبته ، فالله تعالى يحب انبياءه ويحبونه ، ويحب إن يزدادوا في محبته بما يهب لهم من نعمه { إسحاق ويعقوب } اي أعطيناه اسحاق ومعه يعقوب { نافلة } اي زيادة على ما دعا الله اليه . وقوله { نافلة } اي فضلا - فى قول ابن عباس وقتادة وابن زيد - لأنه كان سأل الله ان يرزقه ولداً من سارة ، فوهب له اسحاق ، وزاده يعقوب ولد ولده . وقيل جميعاً نافلة ، لانهما عطية زائدة على ما تقدم من النعمة - في قول مجاهد وعطاء - والنفل النفع الذي يوجب الحمد به لانه مما زاد على حد الواجب ، ومنه صلاة النافلة اي فضلا على الفرائض . وقيل : نافلة اي غنيمة قال الشاعر : @ لله نافلة الأعز الأفضل @@ وقوله { وكلا جعلنا صالحين } يحتمل امرين : احدهما - انه جعلهم بالتسمية على وجه المدح بالصلاح أي سميناهم صالحين . والثاني - انا فعلنا بهم من اللطف الذي صلحوا به . ثم وصفهم بأن قال { وجعلناهم أئمة } يقتدى بهم فى افعالهم { يهدون } الخلق الى طريق الحق { بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات } اي أوحينا اليهم بأن يفعلوا الخيرات { وإقام الصلاة } اي وبأن يقيموا الصلاة بحدودها وانما قال { وإقام الصلاة } بلا ( هاء ) لان الاضافة عوض الهاء { وإيتاء الزكاة } أي بأن يؤتوا الزكاة ، التي فرضها الله عليهم . ثم اخبر : أنهم كانوا عابدين لله وحده لا شريك له ، لا يشركون بعبادته سواه . وقوله { ولوطاً آتيناه حكما وعلماً } نصب { لوطاً } بـ { آتينا } وتقديره : وآتينا لوطاً آتيناه ، كقوله { والقمر قدرناه منازل } ويجوز ان يكون نصباً بتقدير اذكر { لوطاً } إذ { آتيناه حكماً } اي اعطيناه الفصل بين الخصوم بالحق أي جعلناه حاكماً ، وعلمناه ما يحتاج الى العلم به . وقوله { ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث } يعني انهم كانوا يأتون الذكران ، فى أدبارهم ويتضارطون فى انديتهم ، وهي قرية ( سدوم ) على ما روي . ثم اخبر { أنهم كانوا قوم سوء فاسقين } اي خارجين عن طاعة الله الى معاصيه . ثم عاد الى ذكر لوط فقال { وأدخلناه في رحمتنا } أي نعمتنا { إنه من الصالحين } الذين أصلحوا أفعالهم . فعملوا بما هو حسن منها ، دون ما هو قبيح .