Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 56-60)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر { ثم قتلوا } بالتشديد . الباقون بالتخفيف . من شدد أراد التكثير . ومن خفف ، فلأنه يحتمل القليل والكثير . يقول الله تعالى إن الملك فى اليوم الذي وصفه بأنه " عقيم " وانه لا مثل له فى عظم الاهوال ، فيه الملك لله تعالى وحده . لا ملك لاحد معه . وانما خص ذلك به ، لأن فى الدنيا قد ملك الله تعالى أقواماً أشياء كثيرة . والملك اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور ، فالله تعالى يملك الأمور لنفسه ، وكل مالك سواه ، فانما هو مملك له بحكمه ، اما بدليل السمع او بدليل العقل . وقوله { يحكم بينهم } أي يفصل فى ذلك اليوم بين الخلائق ، وينصف بينهم فى الحكم ، والحكم الخبر بالمعنى الذي تدعو اليه الحكمة ، ولهذا قيل : الحكم له ، لأن كل حاكم غيره ، فانما يحكم باذنه واعلام من جهته إما من جهة العقل او جهة السمع . ثم اخبر تعالى ان { الذين آمنوا } اي صدقوا بواحدنيته ، وصدقوا أنبياءه { وعملوا الصالحات } التي أمر الله بها انهم { في جنات النعيم } منعمين فيها . { وإن الذين كفروا } اي جحدوا ذلك { وكذبوا } بآيات الله ، فان لهم عذاباً مهيناً ، يهينهم ويذلهم . والهوان الاذلال بتصغير القدر ، ومثله الاستخفاف والاحتقار ، أهانه يهينه إهانة فهو مهان مذلل . وقيل نزلت الآية في قوم من المشركين أتوا جماعة من المسلمين ، فقاتلوهم في الاشهر الحرم بعد ان نهاهم المسلمون عن ذلك ، فأبوا ، فنصروا عليهم . وقيل إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عاقب بعض المشركين لما مثلوا بقوم من اصحابه يوم أحد . وقوله { والذين هاجروا في سبيل الله } يعني الذين خرجوا من ديارهم واوطانهم بغضاً للمشركين الذين كانوا يؤذونهم بمكة { ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً } يعني الجنة { وإن الله لهو خير الرازقين } ثم اقسم تعالى انه ليدخلن هؤلاء المهاجرين في سبيل الله الذين قتلوا { ليدخلنهم مدخلا يرضونه } ويؤثرونه يعني الجنة ، وما فيها من انواع النعيم . وقرأ نافع " مدخلا " بفتح الميم ، يريد المصدر او اسم المكان ، وتقديره : ليدخلنهم فيدخلون مدخلا يرضونه أو مكاناً يرضونه . والباقون بضم الميم وهو الأجود ، لانه من ادخل يدخل مدخلا لقوله { وأدخلني مدخل صدق } وإن الله لعليم بأحوالهم ، حليم عن معاجلة الكفار بالعقوبة . وقوله { ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله } قيل نزلت فى قوم من المشركين لقوا جماعة من المسلمين فقاتلوهم في الاشهر الحرم بعد أن نهاهم المسلمون عن ذلك ، فأبوا . فنصروا عليهم . وقيل : إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عاقب بعض المشركين لما مثلوا بقوم من أصحابه يوم أحد ، والأول لم يكن عقوبة ، وإنما هو كقولهم الجزاء بالجزاء . والاول ليس بجزاء ، وانما هو لازدواج الكلام .