Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 66-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر الله تعالى انه الذي سخر للخلق ما في الارض من الحيوان وذللها لهم واجرى الفلك فى البحر ، كنا عنه بأن قال { وهو الذي أحياكم } ايضاً بعد ان لم تكونوا كذلك ، يقال أحياه الله ، فهو محي له { ثم يميتكم } بعد هذا الاحياء { ثم يحييكم } يوم القيامة للحساب إما الى الجنة ، وإما الى النار ثم اخبر عن الانسان بانه { كفور } أي جحود لنعم الله بما فعل به من انواع النعم ، وجحوده ما ظهر من الآيات الدالة على الحق في كونه قادراً على الاحياء والاماتة . والاحياء بعدها ، لا يعجزه شيء من ذلك . ثم اخبر تعالى أن { لكل أمة منسكاً } أي مذهباً { هم ناسكوه } أي يلزمهم العمل به . وقيل : المنسك جميع العبادات التي أمر الله بها . وقيل : المنسك الموضع المعتاد لعمل خير او شر ، وهو المألف لذلك . ومناسك الحج من هذا ، لأنها مواضع العبادات فيه ، فهي متعبدات الحج . وفيه لغتان فتح السين ، وكسرها . وقال ابن عباس { منسكاً } اي عيداً . وقال مجاهد وقتادة : متعبداً في إراقة الدم بمنى ، وغيرها . وقوله { فلا ينازعنك في الأمر } لانهم كانوا يقولون : أتأكلون ما قتلتم ، ولا تأكلون الميتة التى قتلها الله . وقيل : { لا ينازعنك في الأمر } نهي لهم عن منازعة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقيل : نهي له لان المنازعة تكون من اثنين ، فاذا وجه النهي الى من ينازعه ، فقد وجه اليه . وقرئ { فلا ينزعنك } والمعنى لا يغلبنك على الامر . ثم قال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { وادع إلى ربك } يا محمد { إنك لعلى هدى مستقيم } أي على طريق واضح . ثم قال { وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون } معناه إن جادلوك على وجه المراء والتعنت الذي يعمله السفهاء ، فلا تجادلهم على هذا الوجه ، وادفعهم بهذا القول . وقل { الله أعلم بما تعملون } وهذا أدب من الله حسن ، ينبغي أن يأخذ به كل احد { الله يحكم بينكم } أي يفصل بينكم { يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون } من توحيد الله وصفاته واخلاص عبادته ، وألا نشرك به غيره . ثم قال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { ألم تعلم } والمراد به جميع المكلفين { أن الله يعلم ما في السماء والأرض } من قليل وكثير ، لا يخفى عليه شيء من ذلك { إن ذلك في كتاب } يعني مثبتاً في اللوح المحفوظ الذي أطلع عليه ملائكته { إن ذلك على الله يسير } أي سهل غير متعذر .