Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 37-40)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حكى الله تعالى عن الملأ الذين قالوا { هيهات هيهات لما توعدون } لقومهم الذين أغووهم ، وقالوا أيضاً ليست الحياة { إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين } أي لسنا نبعث يوم القيامة على ما يقول هذا المدعي للنبوة من قبل الله . ومعنى { نموت ونحيا } أي يموت منا قوم ويحيا قوم ، لأنهم لم يكونوا يقرون بالنشأة الثانية ، فلذلك قالوه على هذا الوجه ، وشبههتم فى انكار البعث طول المدة فى القرون الخالية ، فظنوا أنه ابداً على تلك الصفة ، وهذا أبلغ ، لأنه إذا اقتضت الحكمة طول المدة لما في ذلك من المصلحة للمكلفين ، فلا بد منه ، لأن الحكيم لا يخالف مقتضى الحكمة ، فقال النبي المرسل عند ذلك يا { رب انصرني بما كذبون } أي اهلك هؤلاء جزاء على تكذيبي ونصرة لي ، ومعونة على صحة قولي . فقال الله تعالى له { عما قليل } أي عن قليل و ( ما ) زائدة { ليصبحن } هؤلاء القوم { نادمين } على ما فعلوه من تكذيب الرسل ، وجحد وحدانية الله ، والاشراك مع الله فى عبادته غيره واللام فى قوله { ليصبحن } لام القسم يجوز أن يقدم ما بعدها عليها وتقدير الكلام : ليصبحن هؤلاء نادمين عن قليل .