Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 57-61)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى { إن الذين هم من خشية ربهم } اي خوفاً من عقابه { مشفقون } والخشية ظن لحوق المضرة . ومثلها المخافة ، ونقيضها الأمنة ، فالخشية إنزعاج النفس بتوهم المضرة ، والظن كذلك يزعج النفس ، فيسمى باسمه على طريق البلاغة ، والخشية من الله خشية من عقابه وسخطه على معاصيه ، { والذين هم بآيات ربهم يؤمنون } وبحججه من القرآن وغيره يصدقون { والذين هم بربهم لا يشركون } أي لا يشركون بعباة الله غيره ، من الاصنام والاوثان ، لان خصال الايمان لا تتم إلا بترك الاشراك دون ما يقول أهل الجاهلية إنا نؤمن بالله . وقوله { والذين يؤتون ما آتوا } اي يعطون ما اعطوا ، من الزكاة والصدقة ، وينفقونه في طاعة الله { وقلوبهم وجلة } أي خائفة من عقاب الله لتفريط يقع منهم . قال الحسن : المؤمن جمع إحساناً وشفقة . وقال ابن عمر : ما آتوا من الزكاة { وقلوبهم وجلة } أي خائفة { إنهم إلى ربهم راجعون } اي يخافون من رجوعهم الى الله يوم القيامة ، والى مجازاته اي يخافون ذلك ، لانهم لا يأمنون التفريط . ثم أخبر عمن جمع هذه الصفات وكملت فيه ، فقال { أولئك يسارعون في الخيرات } أي يبادرون الى الطاعات ، ويسارعون اليها : من الايمان بالله ، ويجتهدون في السبق اليها رغبة فيها ولعلمهم بما لهم بها من حسن الجزاء . وقوله { وهم لها سابقون } قيل في معناه ثلاثة اقوال : احدها - قال ابن عباس انهم : سبقت لهم السعاة . الثاني - وهم من اجل تلك الخيرات سابقون الى الجنة . الثالث - وهم الى الخيرات سابقون .