Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 8-11)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وحده { لأمانتهم } على التوحيد . الباقون { لأماناتهم } على الجمع ، لقوله { إن الله يأمركم أن تؤدوا الآمانات إلى أهلها } وقرأ ابن كثير ذلك اختياراً ليطابق قوله { وعهدهم } . وقرأ حمزة والكسائي { على صلاتهم } على التوحيد ، لان الصلاة اسم جنس يقع على القليل والكثير ، فكذلك قوله { أمانتهم } والاصل فيه المصدر كالعمل . الباقون { صلواتهم } على الجمع ، ومن جمع جعله بمنزلة الاسم ، لاختلاف انواعها ، لقوله { حافظوا على الصلوات } قال ابو علي النحوي : الجمع أقوى ، لأنه صار اسماً شائعاً شرعياً ، وقد بينا الوجه فيه . ثم زاد الله تعالى في صفات المؤمنين الذين وصفهم بالفلاح فقال { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } ومعناه الذين يراعون الأمانات التي يؤتمنون عليها ولا يحزنون فيها ، ويحفظون ما يعاهدون عليه من الأيمان والنذور ، فلا يحنثون ولا ينكثون . والمراعات قيام الراعي باصلاح ما يتولاه . ثم قال { والذين هم على صلواتهم يحافظون } أي لا يضيعونها . ويواظبون على أدائها . وفى تفسير أهل البيت إن معناه : الذين يحافظون على مواقيت الصلوات فيؤدونها فى أوقاتها ، ولا يؤخرونها حتى يخرج الوقت . وبه قال مسروق وجماعة من المفسرين . وانما أعيد ذكر الصلاة - ها هنا - لأنه أمر - ها هنا - بالمحافظة عليها ، كما امر بالخشوع فيها ، في ما تقدم ، كما أعيد ذكر الفلاح ، لانه يجب بالخصال المذكورة بعده كما وجب فى - سورة البقرة - بالخصال المذكورة قبله . ثم اخبر تعالى عمن اجتمعت فيه هذه الخصال ، فقال { أولئك هم الوارثون } وقيل في معناه قولان : احدهما - انه يؤل أمره الى النعيم فى الجنة ، ويملك ما يعطيه الله ، كما يؤل أمر الواورث الثاني - روى أبو هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال " ما منكم أحد إلا وله منزلان منزل فى الجنة ومنزل فى النار ، فان مات على الضلال ورث منزله أهل الجنة ، وإن مات على الايمان ، ورث هو منزل اهل النار " . وقال مجاهد : يهدم منزله فى النار ، ثم وصف الله تعالى الوارثين ، فقال { الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } وحقيقة الارث ملك ما يتركه الميت لمن بعده ، ممن هو أولى به فى حكم الله ، فهذا أصله ، ثم يشبه به ، فيقال : ورث فلان علم فلان أي صار اليه ، ومعنى { يرثون الفردوس } اي يصيرون اليها بعد الاحوال المتقدمة . والفردوس البستان الذي يجمع محاسن النبات . وقيل اصله رومي . وقيل : بل هو عربي ووزنه ( فعلول ) وقيل الفردوس البستان . الذي فيه كرم قال جرير : @ ما بعد يبرين ما باب الفراديس @@ وقال الجبائي { يرثون الفردوس } على التشبيه بالميراث المعروف من جهة الملك الذي ينتهي اليه أمره .