Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 16-20)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى للمؤمنين : وهلا حين سمعتم من هؤلاء العصبة ما قالوا من الافك { قلتم } في جوابهم { ما يكون لنا أن نتكلم بهذا } أي ليس لنا ذلك بل هو محرم علينا ، وقلتم { سبحانك } يا ربنا { هذا } الذي قالوه { بهتان عظيم } أي كذب وزور عظيم عقابه في الظاهر . فالبهتان الكذب الذي فيه مكابرة تحير ، يقال : بهته يبهته بهتاً وبهتاناً إذا حيره بالكذب عليه . ثم قال تعالى { يعظكم الله أن تعودوا } أي كراهة أن تعودوا { لمثله } أو لئلا تعودوا إلى مثله من الافك { أبداً } أي طول اعماركم ، لا ترجعوا الى مثل هذا القول { إن كنتم مؤمنين } مصدقين بالله ونبيه ، قابلين وعظ الله . وقال ابن زيد : الوعظ يمنع ان يقول القائل أنا سمعته ، ولم أختلقه . { ويبين الله لكم الآيات } يعني الدلالات والحجج { والله عليم حكيم } أي عالم بما يكون منكم ، حكيم فيما يفعله ، ولا يضع الشيء إلا فى موضعه . ثم اخبر تعالى { إن الذين يحبون } ويؤثرون { أن تشيع الفاحشة } أي تظهر الافعال القبيحة { في الذين آمنوا لهم عذاب أليم } أي موجع جزاء على ذلك " في الدنيا " باقامة الحد عليهم ، وفي { الآخرة } بعذاب النار { والله يعلم } ذلك وغيره { وأنتم لا تعلمون } ان الله تعالى يعلم ذلك . ثم قال { ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤف رحيم } لأهلكنكم وعاجلكم بالعقوبة ، وحذف الجواب لدلالة الكلام عليه . وفي الآية دلالة على أن العزم على الفسق فسق ، لانه إذا الزمه الوعيد على محبة شياع الفاحشة من غيره ، فاذا أحبها من نفسه وأرادها كان أعظم .