Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 26-26)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قيل في معنى الآية أربعة اقوال : احدها - قال ابن عباس ومجاهد والحسن والضحاك : معناه { الخبيثات } من الكلم { للخبيثين } من الرجال أي صادرة منهم . الثاني - في رواية أخرى عن ابن عباس : أن { الخبيثات } من السيآت { للخبيثين } من الرجال ، والطيبات من الحسنات للطيبين من الرجال . الثالث - قال ابن زيد : { الخبيثات } من النساء { للخبيثين } من الرجال ، كأنه ذهب الى اجتماعها للمشاكلة بينهما . والرابع - قال الجبائي : { الخبيثات } من النساء الزواني { للخبيثين } من الرجال الزناة ، على التعبد الأول ثم نسخ ، وقيل الخبيثات من الكلم إنما تلزم الخبيثين من الرجال وتليق بهم . والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات عكس ذلك على السواء في الاقوال الأربعة . والخبيث الفاسد الذي يتزايد فى الفساد تزايد النامي فى النبات ، ونقيضه الطيب . والحرام كله خبيث . والحلال كله طيب . وقوله { أولئك مبرؤن مما يقولون } قال مجاهد معناه : الطيبون من الرجال مبرؤن من خبيثات القول ، يغفرها الله لهم . ومن كان طيباً ، فهو مبرؤ من كل قبيح . ومن كان خبيثاً ، فهو مبرؤ من كل طيب بأن الله يرده عليه . ولا يقبله منه . وقال الفراء وغيره : يرجع ذلك الى عائشة ، وصفوان بن معطل كما قال { فإن كان له أخوة } والام تحجب بالاخوين ، فجاء على تغليب لفظ الجمع الذي يجري مجرى الواحد فى الاعراب ، وانما قال { مبرؤن … } الآية ، لأنه ذكر صفة الجمع ، والمبرأ المنزه عن صفة الذم ، المنفي عنه صفة العيب ، يقال : برّأه الله من كذا ، إذا نفاه عنه . والله تعالى يبرئ المؤمنين من العيوب التي يضيفها اليهم أعداؤهم ، ويفضح من يكذب عليهم . وقوله { لهم مغفرة ورزق كريم } أي لهؤلاء الطيبين من الرجال والنساء مغفرة من الله لذنوبهم ، وعطية من الله كريمة ، فالرزق الكريم هو الذي يعطي الخير على الادرار المهنأ ، من غير تنغيص الامتنان ، وهو رزق الله تعالى الذي يعم جميع العباد ، ويخص من يشاء بالزيادة فى الافعال . وقال قتادة { لهم مغفرة من الله ورزق كريم } فى الجنة .