Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 7-10)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ حمزة والكسائي { نأكل } بالنون . الباقون بالياء . وقرأ ابن كثير وابن عامر وابو بكر عن عاصم { ويجعل لك قصوراً } بالرفع . الباقون بالجزم . من قرأ { يأكل } بالياء أراد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فانهم كرهوا أن يكون نبي من قبل الله يأكل الطعام ويمشي فى الاسواق ، وقالوا : هلا كان معه ملك ؟ فيكون معه معيناً مخوفاً لعباده { وداعياً } لهم . ومن قرأ بالنون اراد : نأكل نحن ، فيكون له بذلك مزية علينا فى الفضل بأكلنا من جنته . ومن جزم { ويجعل } عطفه على موضع { جعل } لأن موضع { جعل } جزم ، لانه جزاء الشرط ، فعطف { ويجعل } على الموضع كما قرأ من قرأ قوله { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم } بالجزم ومن رفع استفأنفه وقطعه عن الأول ، كمن قرأ { ويذرهم } بالرفع . حكى الله تعالى عن هؤلاء الكفار الذين وصفهم أنهم قالوا أي شيء { لهذا الرسول يأكل الطعام } كما نأكل { ويمشي في الأسواق } في طلب المعاش ، كما نمشي { لولا أنزل إليه } ومعناه هلا أنزل الله عليه ملكاً ان كان صادقاً ، فيكون معيناً له على الانذار والتخويف . وإن لم ينزل اليه ملك ، هلا { يلقى إليه كنز } يستغني به ويكون عوناً له على دنياه وما يريده { أو تكون له جنة } اي بستان { يأكل منها } هو نفسه . ومن قرأ - بالنون - اراد نأكل نحن معه ، ونتبعه . ثم حكي : ان الظالمين نفوسهم بارتكاب المعاصي والكفر ، قالوا لأتباعهم ومن سمع منهم { إن تتبعون } اي ليس تتبعون إن تبعتموه { إلا رجلاً مسحوراً } وقيل إنما يخاطبون بذلك المؤمنين المقرين بنبوته ، ليصرفوهم عنه . ومعنى { مسحوراً } انه قد سحر . والسحر ما خفي سببه حتى يظن انه معجز . فقال الله لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { أنظر كيف ضربوا لك الأمثال } يعني الاشباه ، لأنهم قالوا تارة : هو مسحور . وتارة مثلوه بالمحتاج المتروك ، حتى تمنوا له الكنز . وتارة بأنه ناقص عن القيام بالأمور ، وكل ذلك جهل منهم وذهاب عن وجه الصواب . فقال الله تعالى { فضلوا } بضرب هذه الامثال عن طريق الحق { فلا يستطيعون سبيلاً } معناه لا يستطيعون طريقاً الى الحق ، مع تمسكهم بطريق الجهل وعدولهم عن الداعي الى الرشد . وقيل معناه { لا يستطيعون سبيلاً } الى ابطال امرك . ثم قال تعالى { تبارك الذي } أي تقدس وتعاظم الله الذي { إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } يعني مما قالوه - في قول مجاهد - ثم فسر ( ذلك ) فقال الذي هو خير مما قالوه { جنات تجري من تحتها الأنهار . ويجعل لك قصوراً } وهو جمع قصر ، وهو البيت المشيد المبني - في قول مجاهد - وسمي القصر قصراً ، لأنه يقصر من فيه عن أن يوصل اليه . ومن جزم { يجعل } عطفاً على موضع { جعل } ، لأنه جواب الشرط . ومن رفع استأنف . وكان يجوز النصب على الظرف .