Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 10-14)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ { ويضيق صدري ، ولا ينطلق لساني } بالنصب يعقوب ، عطفاً على { أن يكذبون } الباقون - بالرفع - عطفاً على { أخاف } ويجوز أن يكون على الاستئناف . والمعنى : واني يضيق صدري . يقول الله تعالى لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) واذكر يا محمد الوقت الذي نادى فيه ربك - الذي خلقك - موسى ، ومعناه قال له : يا موسى ، بأن ائت القوم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي . ثم بين : من القوم الموصوفون بهذه الصفة ؟ بان قال { قوم فرعون } وهو عطف بيان { ألا يتقون } وإنما قال بالياء ، لأنه على الحكاية . وتقديره : فقل لهم : ألا تتقون ، ومثله { قل للذين كفروا سيغلبون } بالياء والتاء . ولو قرى بالتاء كان جائزاً ، والتقوى مجانبة القبائح بفعل المحاسن : اتقى الله يتقيه اتقاء أي اتقى عقابه بطاعته بدلا عن معصيته ، واصله صرف الأمر بحاجز بين الصارف وبينه . ثم حكى ما قال موسى وجوابه ، فانه قال يا { رب إني أخاف أن يكذبون } ولا يقبلون مني . والخوف انزعاج النفس بتوقع الضرر ، ونقيضه الامن وهو سكون النفس إلى خلوص النفع ، ونظير الخوف الفزع والذعر والجزع . والتكذيب تصيير المخبر كاذباً باضافة الكذب اليه ، كذبه تكذيباً وأكذبه إكذاباً والكذب نقيض الصدق ، والكذب كله قبيح ، والتكذيب على وجهين : فتكذيب الصادق قبيح ، وتكذيب الكاذب حسن . وقوله { ويضيق صدري ولا ينطلق لساني } حكاية أيضاً عما قال موسى ، وضيق الصدر غم يمنع من سلوك المعاني في النفس ، لأنه يمنع منه كما يمنع ضيق الطريق من السلوك فيه . وقوله { ولا ينطلق لساني } أي لا ينبعث بالكلام وقد يتعذر ذلك لآفة في اللسان ، وقد يتعذر لضيق الصدر ، وغروب المعاني التي تطلب الكلام . وقوله { فأرسل إلى هارون } يعني لمعاونتي ، كما يقال : إذا نزلت بنا نازلة أرسلنا اليك أي لتعيننا . وقيل : انما طلب المعاونة حرصاً على القيام بالطاعة . { ولا ينطلق لساني } للعقدة التي كانت فيه . قال الجبائي : لم يسأل موسى ذلك إلا بعد أن أذن الله تعالى له في ذلك ، لان الانبياء لا يسألون الله إلا ما يؤذن لهم في مسألته . وقوله { ولهم علي ذنب } يعني قتل القبطي الذي قتله موسى حين استصرخ به واحد من أصحابه من بني اسرائيل - ذكره مجاهد وقتادة - وقوله { فأخاف أن يقتلون } بدل ذلك المقتول .