Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 15-20)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا خطاب من الله تعالى جواباً لموسى عماه حكاه أنه { قال كلاّ } لا يقتلونك { فاذهبا } ومعنى ( كلا ) زجر أي لا يكون ذلك ، ولا يقتلونك { فاذهبا } أمر لموسى وهارون على ما اقترحه موسى فاجيب اليه { فاذهبا بآياتنا } أي بأدلتنا ومعجزاتنا التي خصكما الله بها ، و { إنا معكم مستمعون } أي نحن نحفظكم ونحن سامعون ما يجري بينكم ، فهو ( مستمع ) في موضع ( سامع ) لأن الاستماع طلب السمع بالاصغاء اليه ، وذلك لا يجوز عليه تعالى ، وانما قال بهذا اللفظ ، لأنه أبلغ في الصفة ، وأشد في التعظيم - والله تعالى سامع بما يغني عن مذكر مستمع - لينبئ عن هذا المعنى ، ووصفه بسامع يغني عن سماع الجماعة التي يقع سماعهم معاونة وإنما قال ( مستمعون ) بلفظ الجمع بناء على قوله { إنا } وأمرهما بأن يأتيا فرعون وأن يقولا له { إنا رسول رب العالمين } أرسلنا الله اليك لندعوك إلى عبادته ، وترك الاشراك به ، وانما قال { رسول } على التوحيد ، وهو للاثنين ، لأن المعنى ان كل واحد منا رسول رب العالمين ، وقد يكون الرسول في معنى الجمع قال الهذلي : @ الكني اليها وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر @@ أي وخير الرسل : وقيل : إنه في موضع رسالة ، فكما يقع المصدر موقع الصفة كذلك تقع الصفة موقع المصدر . والارسال جعل الشيء ماضياً في الامر ، ومثله الاطلاق والبعث ، وانشد في ذلك : @ لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول @@ أي برسالة ، وقال الآخر : @ ألا من مبلغ عني خفافا رسولا بيت أهلك منتهاها @@ فانثه تأنيث الرسالة . وقوله { أن أرسل معنا بني إسرائيل } أي أمرك الله بأن تطلق صراح بني إسرائيل ليجيئوا معنا ، وفي الكلام حذف وتقديره : إنهما مضيا إلى فرعون ، وقالا له ما أمرهم الله به فقال فرعون لموسى { ألم نربك فينا وليداً } فالتربية تنشئة الشيء حالا بعد حال : رباه يربيه ، ومثله نماه ينميه نماء . وقوله { وليداً } أي حين كنت طفلا صغيراً { ولبثت فينا من عمرك سنين } أي اقمت سنين كثيرة عندنا ، ومكثت . وفى ( عمر ) ثلاث لغات - ضم الميم وإسكانها مع ضم العين ، وفتح العين وسكون الميم . ومنه قوله { لعمرك } وعمر الأنسان بالفتح لا غير ، وفى القسم أيضاً بالفتح لا غير . وقوله { وفعلت فعلتك التي فعلت } يعني قتلك القبطي . وقرأ الشعبي { فعلتك } بكسر الفاء مثل الجلسة والركبة ، وهو شاذ لا يقرأ به . وقوله { وأنت من الكافرين } قيل في معناه قولان : أحدهما - قال ابن زيد أنت من الجاحدين لنعمتنا . الثاني - قال السدي أراد كنت على ديننا هذا الذي تعيبه كافراً بالله . وقال الحسن : وأنت من الكافرين أي في أني إلهك . وقيل : من الكافرين لحق تربيتي ، فقال له موسى ( ع ) في الجواب عن ذلك { فعلتها } يعني قتل القبطي { وأنا من الضالين } قال قوم : يعني من الضالين أي من الجاهلين بأنها تبلغ القتل . وقال الجبائي { وأنا من الضالين } عن العلم بان ذلك يؤدي إلى قتله . وقال قوم : معناه { وأنا من الضالين } عن طريق الصواب ، لأني ما تعمدته . وانما وقع مني خطأ ، كما يرمي انسان طائراً فيصيب انساناً .