Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 6-9)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اخبر الله تعالى عن هؤلاء الكفار الذين وصفهم بأنهم كذبوا بايات الله وجحدوا رسوله وأنه سيأتيهم فيما بعد ، يعني يوم القيامة " اخبار ما كانوا به يستهزون " وإنما خص المكذب باتيان الأنباء ، مع أنها تأتي المصدق والمكذب ، من حيث أن المكذب يعلم بها بعد أن كان جاهلا . والمصدق كان عالماً بها ، فلذلك حسن وعيد المكذب بها ، لان حاله يتغير إلى الحسرة والندم . والاستهزاء السخرية ، وهو طلب اللهو بما عند الطالب صغير القدر . ثم قال { أو لم يروا } هؤلاء الكفار { إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم } من أنواع النبات ، فيستدلوا على توحيده ، بأن يعلموا أن ذلك لا يقدر عليه غيره . ولا يتأتى من سواه ، ممن هو قادر بقدرة ، لأنه لو تأتى من غيره لتأتى منا لأنا قادرون أيضاً بقدرة ، فلما استحال منا علمنا استحالة ذلك ممن يجري مجرانا ، فاذاً الفاعل لذلك مخالف لنا ، وانه قادر لنفسه . ثم اخبر تعالى ان فيما ذكره من انبات النبات من كل زوج كريم ، لدلالة لمن يستدل بها ، ومن يتمكن من ذلك ، وإن اكثر الكفار لا يصدقون بذلك ، ولا يعترفون به عنادا وتقليداً لاسلافهم ، وحباً للراحة ، وهرباً من مشقة التكليف ومعنى { كل زوج كريم } يعني مما يأكل الناس والانعام ، في قول مجاهد . وقيل : من الشيء ومشاكله في الانتفاع به . وقيل : من كل زوج كريم من انواع تكرم عند أهلها . وقيل : من كل نوع معه قرينه من أبيض وأحمر وأصفر . وحلو وحامض ، وروائح وغير ذلك مختلفة . ثم قال { وإن ربك } يا محمد { لهو العزيز } الغني القادر الذى لا يعجز ولا يغلب { الرحيم } أي المنعم على عباده بأنواع النعم التي ذكرها .