Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 123-131)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى عن عاد - وقيل : هم قبيلة - انهم كذبوا من أرسلهم الله حين قال لهم أخوهم هود . قال الحسن : كان أخاهم من النسب دون الدين { ألا تتقون } الله باجتناب معاصيه إلى قوله { رب العالمين } وقد فسرنا نظائره . وقوله { تبنون بكل ريع آية } فالبناء وضع ساف على ساف إلى حيث ينتهي . والريع الارتفاع من الارض ، وجمعه آرياع وريعة قال ذو الرمة : @ طراق الخوافي مشرق فوق ريعة ندى ليلة في ريشه يترقرق @@ ومنه الريع في الطعام ، وهي الزيادة والنماء قال الاعشى : @ وبهما قفر تجاوزتها إذا خبّ في ريعها أألها @@ وفيه لغتان - فتح الراء ، وكسرها - بمعنى المكان المرتفع ، قال الفراء فيه لغتان ( ريع ، وراع ) مثل زير ، وزار قال أبو عبيدة هو الطريق بين الجبلين في ارتفاع . وقيل : هو الفج الواسع ، وقال قتادة : معناه بكل آية طريق أي علامة { تعبثون } تلعبون ، في قول ابن عباس . وقوله { وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون } قال المؤرج : لعلكم تخلدون : كأنكم تخلدون - بلغة قريش - وقال الفراء : معناه كيما تخلدون . قال مجاهد : المصانع أراد بها حصوناً مشيدة . وقال قتادة : مآخذ للماء ، وهو جمع مصنع ، ويقال مصنعة لكل بناء . وقيل : إنهم كانوا يبنون بالمكان المرتفع البناء العالي ، ليدلوا بذلك على أنفسهم ، وزيادة قوتهم وليفاخروا بذلك غيرهم من الناس ، وكانوا جاوزوا في ايجاد المصانع إلى الاسواق فنهوا عن ذلك ، وقال الزجاج : المصانع المباني { لعلكم تخلدون } معناه تفعلون ذلك لكي تبقوا فيها مؤبدين { وإذا بطشتم بطشتم جبارين } فالبطش العسف قتلا بالسيف وضرباً بالسوط - في قول ابن عباس - والجبار العالي على غيره بعظم سلطانه ، وهو في صفة الله تعالى مدح ، وفي صفة غيره ذم ، فاذا قيل للعبد جبار فمعناه انه يتكلف الجبرية . والجبار في النحل ما فات اليد ، وقال الحسن : بطش الجبرية هو المبارزة من غير ثبت ولا توقف ، فذمهم الله بذلك ، ونهاهم هود فقال { اتقوا الله } باجتناب معاصيه و " اطيعوني " فيما أدعوكم اليه ، ولم يكن هذا القول تكراراً من هود لأنه متعلق بغير ما تعلق به الأول ، لان الأول معناه ، فاتقوا الله في تكذيب الرسل ، واطيعوني فيما أدعوكم اليه من اخلاص عبادته ، والثاني فاتقوا الله في ترك معاصيه في بطش الجبارين وعمل اللاهين واطيعوني في ذلك الأمر الذي دعوتكم اليه .