Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 132-140)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ { خلق الأولين } - بفتح الخاء - ابن كثير وابو عمرو والكسائي وأبو جعفر . الباقون - بضم الخاء ، واللام - فمن قرأ - بفتح الخاء - أراد : ليس هذا إلا اختلاق الأولين - في قول ابن مسعود - ومن ضم الخاء واللام : أراد ليس هذا الاعادة الأولين ، في أنهم كانوا يحيون ويموتون . وقال بعضهم : المعني في { خلق الأولين } خلق أجسامهم ، وانكروا أن يكون المعنى إلا كذب الأولين لأنهم يقولون { ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين } وليس الامر على ما ظنه لانهم قد سمعوا بالدعاء إلى الدين ، وكانوا عندهم كذّابين ، فلذلك قال { كذبت عاد المرسلين } وقال { إن هذا إلا أساطير الأولين } وانما قالوا { ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين } أي ما سمعنا أنهم صدقوا بشيء منه ، أو ذكروا آية حق وصواب ، بل قالوا باطل ، وخطأ . حكى الله تعالى عن هود أنه قال لقومه واتقوا معاصي الله الذي أمدكم بالذي تعلمون من انواع نعمه ، فالامداد اتباع الثاني ما قبله شيئاً بعد شيء ، على انتظام فهؤلاء امدهم الله بالمال وبالبنين ، يعني الذكور من الأولاد ، وبالانعام من الابل والبقر والغنم والبساتين التي فيها شجر تحتها عيون جارية فيها ، فآتاهم رزقهم على إدرار . فالعيون ينابيع ماء تخرج من باطن الأرض ، ثم تجري على ظاهرها وعين الماء مشبه بعين الحيوان في استدارته وتردد الماء إلا انه جامد في عيون الحيوان يتردد بالشعاع . ثم قال لهم { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } يعني يوم القيامة ، والعظيم هو الموصوف بالعظم ، وفيه مبالغة مثل ما أعظمه لعظم ما فيه من الاهوال . ثم حكى ما أجابه به قومه ، فانهم قالوا له { سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين } وإنما لم يقل سواء علينا أوعظت أم لم تعظ ، ليتشاكل رؤس الآي ، ومعناه إنا لسنا نقبل منك ما تقوله : سواء علينا وعظك وارتفاعه والوعظ حث بما فيه تليين القلب ، للانقياد إلى الحق ، والوعظ زجر عما لا يجوز فعله . ومعنى { سواء } أي كل واحد من الأمرين مثل الآخر ، حصول الوعظ وارتفاعه . ثم قالوا : ليس هذا الذي تدعوه { إلا خلق الأولين } أي كذبهم ، فيمن فتح الخاء . والا عادة الاولين وخلقهم . والخلق المصدر من قولك : خلق الله العباد خلقاً . والخلق المخلوق من قولهم : يعلم هذا من خلق الناس . قال الفراء : يقولون هذه الحاديث : خلق يعنون المختلقة . قال والقراءة بضم الخاء أحب إليّ ، لانها تتضمن المعنيين . والخلق الاختلاق ، وهو افتعال الكذب على التقدير الذي يوهم الحق . ثم اخبروا : إنا لسنا بمعذبين على خلاف ما تدعونا اليه ، على ما تدعيه { فكذبوه } يعني هوداً { فأهلكناهم إن في ذلك لآية } إلى آخر القصة . وقد فسرناه .