Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 141-150)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وابو عمرو { فرهين } بغير الف . الباقون { فارهين } بألف . حكى الله تعالى عن قوم صالح ، وهم { ثمود } أنهم كذبوا المرسلين ، ولم يصدقوهم فيما دعوهم اليه من توحيد الله وخلع الانداد وترك عبادة الاصنام ، حتى قال لهم أخوهم في النسب صالح ، وهو النبي المبعوث اليهم { ألا تتقون } الله باجتناب معصيته وترك عبادة من سواه { إني لكم رسول أمين } فالامين هو الذي استودع الشيء على من أمن منه الخيانة ، فالرسول بهذه الصفة ، لأنه يؤدي الرسالة ، كما حملها من غير تغيير لها ، ولا زيادة ، ولا نقصان . ثم أمرهم فقال { فاتقوا } عقاب { الله } باجتناب معاصيه { وأطيعون } فيما ادعوكم اليه ، ولست اسألكم على ما ادعوكم اليه اجراً فيصرفكم عن القبول لانه ليس أجري وثوابي في ذلك إلا على رب العالمين الذي خلق الخلق . ثم قال لهم يا قوم { أتتركون فيما هاهنا آمنين } منكراً عليهم ، فان ما هم فيه من النعم لا تبقى عليهم ، وانها تزول عنهم وأن أمنهم سيؤل إلى الخوف . والامن سكون النفس إلى السلامة ، وهو نقيض الخوف . وقد يكون أمناً مع العلم بالسلامة . ومع الظن القوي . ثم عدد نعمهم التي كانوا فيها ، فقال انتم { في جنات } وهي البساتين التي يسترها الشجر { وعيون } جارية { وزروع } وهو جمع زرع وهو نبات من الحب الذي يبذر في الارض : زرعه أي بذره في الارض كما يزرع البذر فالبذر المبدد في الارض على وجه مخصوص يسمى زرعاً { ونخل طلعها هضيم } فالهضيم اللطيف في جسمه ، ومنه هضيم الحشا أي لطيف الحشا ، ومنه هضمه حقه : إذا ما نقصه ، لأنه لطف جسمه ينقصه ، ومنه هضم الطعام إذا لطف واستحال إلى مشاكلة البدن . وقال ابن عباس : معنى { هضيم } أي قد بلغ واينع . وقال الضحاك : ضمر يزكون بعضه بعضاً . وقال عكرمة : هو الرطب اللين ، وقال مجاهد : هو الذي اذا مس تفتت . وقال أبو عبيدة والزجاج ، والفراء : هو المتداخل بعضه في بعض . وقوله { وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين } قال ابن عباس : معناه حاذقين وقال ابن عباس ايضاً ( فرهين ) أشرين بطرين . وقال الضحاك : معناه عليين . وقال ابن زيد : الفره القوي . وقيل : هو الفرح المرح ، كما قال الشاعر : @ لا أستكين إذا ما ازمة أزمت ولن تراني بخير فاره اللبب @@ أي مرح اللبب . وقيل : فاره وفره مثل حاذق وحذق . والفاره النافذ في الصنعة بين الفراهة كحاذق بين الحذق ، وعبد فاره نافذ في الأمور . ثم قال لهم { فاتقوا الله } في ترك عبادته والاشراك به واجتنبوا معاصيه { وأطيعون } فيما أدعوكم اليه .