Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 26-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال لما قال فرعون لمن حوله { ألا تستمعون } إلى قول موسى فانه يقول ربه رب العالمين الذي خلق السموات والارض وما بينهما ! معجباً لهم من قوله ، قال موسى { ربكم } الذي خلقكم ويملك تدبيركم وخلق آباءكم الاولين ، وملك تدبيرهم ، وتدبير جميع الخلق . والاول الكائن قبل غيره والآخر الكائن بعد غيره ، والكائن على صفة أول في كونه على تلك الصفة ، نحو الاول في دخول الدار ، فقال فرعون - عند ذلك حين لم يجد جواباً لكلام موسى - لقومه { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } يموه عليهم ، اني اسأله عن ماهية رب العالمين فيجيبني عن غير ذلك ، كما يفعل المجنون . والجنون داء يعتري النفس يغطي على العقل ، وأصله الستر من قولهم : جنه الليل وأجنه إذا ستره بظلمته والجنة البستان الذي يجنه الشجر ، فقال موسى عند ذلك ان الذي ذكرته انه { ربكم ورب آبائكم الأولين } … { هو رب المشرق والمغرب } فالمشرق الموضع الذي تطلع منه الشمس ، والمغرب الموضع الذي تغرب فيه الشمس يقال : شرقت الشمس شروقاً إذا طلعت ، وأشرقت إشراقاً اذا أضاءت وصفت . { وما بينهما إن كنتم تعقلون } ذلك وتتدبرونه ، فلما طال على فرعون الاحتجاج من موسى تهدده { قال لئن اتخذت إلهاً غيري } يعني معبوداً سواي { لأجعلنك } من المسجونين أي محبوساً من جملة المحبسين ، فقال له موسى { أولو جئتك بشيء مبين } يعني بمعجزة تدل على صحة ما ادعيته تبينني من غيري والمعنى ان جئتك بشيء يدل على صدقي تحبسني ؟ !