Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 41-45)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حفص { تلقف } بتخفيف القاف ، الباقون - بتشديدها - إلا أن البزي وإبن فليح وقنبل شددوا التاء . قال ابو علي : من خفف القاف ، فهو الوجه ، لأن من شددها يريد تتلقف ، فادغم ، وانما أدغم ، لأنه يلزمه إذا ابتدأ على هذه القراءة أن يجتلب همزة الوصل ، وهمزه الوصل لا تدخل على الافعال المضارعة ، كما لا تدخل على اسماء الفاعلين . حكى الله تعالى أن السحرة لما حشروهم إلى فرعون وحضروا بين يديه قالوا له { أئن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين } اي هل لنا أجر جزاء على غلبنا اياه ان غلبناه . ومن قرأ على الخبر " إن لنا " أراد انهم لتيقنهم بالأجر أخبروا بذلك . والاول أقوى لقوله { قال نعم } وذلك جواب الاستفهام . والاجر الجزاء على العمل بالخير . والجزاء على الشر يسمى عقاباً ، ولذلك اذا دعي لانسان قيل : آجرك الله . والمعنى أئن لنا لأجراً عند الملك ؟ والغالب الذي يعلو على غيره الذي يمنع في نفسه بما يصير اليه في قبضة ، فالله غالب كل شيء بمعنى أنه عال عليه لدخوله في مقدوره ، لا يمكنه الخروج منه ، فقال لهم فرعون في جواب ذلك : " نعم " لكم على ذلك الأجر الجزيل { وإنكم } مع ما تعطون من الجزاء { إذاً لمن المقربين } . والمقرب المدني من مجلس الكرامة ، واختصاصه بها . ثم حكى ما قال موسى للسحرة ، فانه قال لهم { ألقوا ما أنتم ملقون } وهذا بصورة الأمر والمراد به التحدي ، والمعنى اطرحوا ما انتم ملقوه { فألقوا حبالهم وعصيهم } أي طرحت السحرة ما كان معهم من السحر من الحبال والعصي التي سحروها وموهوا بأنها تسعى وتتحرك . وقيل : انهم جعلوا فيها زيبقاً ، وطرحوها في الشمس ، فلما حميت بالشمس تحرك الزيبق ، لانه إذا حمي من شأنه أن يصعد فتحركت لذلك الحبال والعصي ، فظن الناظرون أنها تتحرك . وقالوا حين طرحوا ما معهم { بعزة فرعون } والعزة القوة التي يمتنع بها من لحاق الضيم بعلو منزلتها ، وهذا القول قسم منهم وإن كان غير مبرور { إنا لنحن الغالبون } لموسى فيما أتى به { فألقى } عند ذلك { موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون } أي تناولت العصا ما موّهوا به في ادنى مدة من الزمان ، والتلقف تناول الشيء بالفم بسرعة ، تقول : تلقف تلقفاً والتقف التقافاً واستلقف استلقافاً . ومعنى { ما يأفكون } ما يوهمون الانقلاب زوراً وبهتاناً . وقيل كان عدد السحرة اثني عشر ألفاً وكلهم أقرّ بالحق عند آية موسى .