Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 90-95)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

معنى { وأزلفت الجنة للمتقين } قربت لهم ليدخلوها { وبرزت الجحيم للغاوين } أي أظهرت الجحيم للعاملين بالغواية وتركهم الرشاد ، يقال : برز يبرز بروزاً ، وأبرزه إبرازاً ، وبرزه تبريزاً ، وبارزه مبارزة ، وتبارزا تبارزاً . وفى رؤية الانسان آلات العذاب التي أعدت لهم عذاب عظيم ، وألم جسيم للقلب فبروز الجحيم للغاوين بهذه الصفة . و ( الغاوي ) العامل بما يوجب الخيبة من الثواب : غوى الرجل يغوى غياً وغواية ، وأغواه غيره إغواء ، واستغواه استغواء واصله الخيبة قال الشاعر : @ فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائماً @@ ثم اخبر أنه يقال لهم ، يعني للغاوين على وجه التوبيخ لهم والتقريع { أين ما كنتم تعبدون من دون الله } وإنما وبخوا بلفظ الاستفهام ، لانه لا جواب لهم عن ذلك إلا بما فيه فضيحتهم ، كقولك اينما كنت تعبد من دون الله ؟ ! لا يخلصك من عقابه { هل ينصرونكم } ويدفعون عنكم العقاب في هذا اليوم { أو ينتصرون } لكم إذا عوقبتم ! ، فمن عبدها ، فهو الغاوي في عبادته ، لا يملك رفع الضرر عن نفسه ، ولا عن عابده مع أنه لا حق به . ثم قال { فكبكبوا فيها } ومعناه كبوا إلا انه ضوعف ، كما قال { بريح صرصر } أي صر . وقيل : جمعوا بطرح بعضهم على بعض - عن ابن عباس - وقال مجاهد : هووا { هم والغاون } أي وكب الغاون معهم ، وكب معهم { جنود إبليس } أي من اتبعه من ولده ، وولد آدم . وقال ابو عبيدة ( كبكبوا ) معناه طرحوا فيها بعضهم على بعض جماعة جماعة . وقال المبرد : نكسوا فيها من قولهم : كبه الله لوجهه .