Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 12-15)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

امر الله تعالى موسى ( ع ) أن يدخل يده في جيبه . وقيل : أراد كمه . وقيل : ثيابه { تخرج بيضاء من غير سوء } يعني من غير برص . وقال المبرد : السوء إذا اطلق يراد به البرص ، وإذا وصل بشيء ، فهو كلما يسوء ، قال : وتقديره كأن هاتين مع بقية الآيات تسع آيات . والتقدير ادخل يدك في جيبك فان ذلك مع إلقائك العصا ، وما بعد ذلك من الآيات تسع آيات ، كما يقال جاء فلان في جمع كثير ، وهو احد ذلك الجمع . وقيل : إن معنى ( في ) من . وقال ابن مسعود : اتى موسى فرعون وعليه جبة صوف . وقال مجاهد كان كمها إلى بعض يده . وقوله { إلى فرعون } تقديره مرسلا إلى فرعون وقومه في تسع آيات . وحذف كما قال الشاعر : @ رأتني بخيليها فصدت مخافة وفي الخيل دوعاء الفؤاد فروق @@ اي رأتني مقبلا بخيليها . ثم اخبر تعالى عن فرعون وقومه بأنهم { كانوا قوماً فاسقين } والآيات التسع التي كانت لموسى ( ع ) : قلب العصا حية . واليد البيضاء . والجراد . والقمل . والضفادع ، والدم . والبحر وانفلاقه . ورفع الطور فوق رؤسهم . وانفجار الحجر اثنتا عشرة عيناً . وقيل : بدل البحر والجبل الطوفان والطمس . ذكره ابن زيد . ثم اخبر تعالى عن فرعون وقومه أنه لما جاءتهم آيات الله ودلائله مبصرة . وقيل في معنى مبصرة قولان : احدهما - انها تبصر الصواب من الخطأ ، يقال أبصرته وبصرته بمعنى واحد ، كقولك أكفرته وكفرته ، واكذبته وكذبته . الثاني - مبصرة للحق من الباطل ، فهي تهدي اليه كأنها تراه . قالوا عند ذلك إن هذه الآيات { سحر مبين } أي ظاهر . ثم قال { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } والمعنى انهم عرفوها وعلموها بقلوبهم ، لكنهم جحدوا بها بألسنتهم طلباً للعلو والتكبر ، ففي ذلك دلالة على أنهم كانوا معاندين إذ جحدوا ما عرفوا . وقال الرماني : لا تدل على ذلك ، لان معرفتهم كانت بوقوعها على الحقيقة . فأما الاستدلال على أنها من فعل الله ومن قبله ليدل بها على صدق من أعطاها إياه فبعد العلم بوقوعها . وقال ابو عبيدة : الباء زائدة ، والمعنى وجحدوها ، كما قال العجاج : @ نضرب بالسيف ونرجوا بالفرح @@ وقيل انهم جحدوا ما دلت عليه من تصديق الرسول ، كما تقول كذبت به أي بما جاء به . ثم قال تعالى لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) { فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة المفسدين } لان الله أهلكهم وغرقهم ودمر عليهم . ثم اخبر تعالى بأنه اعطى داود وسليمان علماً من عنده ، وانهما قالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ، بأن جعلنا أنبياء واختارنا من بين الخلائق . والعلم الذي اوتياه قيل : هو علم الاحكام . وقيل : هو العلم بمنطق الطير ، وكلام البهائم .