Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 32-35)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
خمس آيات حجازي . وأربع فيما عداه . عد الحجازيون شديد رأس آية ولم يعده الباقون . حكى الله تعالى ان المرأة لما وقفت على كتاب سليمان ، ووصفته بأنه كتاب كريم ، وعرفتهم ما فيه قالت لأشراف قومها { أفتوني في أمري } اي أشيروا علي والفتيا هو الحكم بما هو صواب بدلا من الخطأ ، وهو الحكم بما يعمل عليه كما يسأل العامي العالم ليعمل على ما يجيبه به ، ثم قالت لهم لم أكن أقطع أمراً ولا أفصل حكما دونكم ولا أعمل به { حتى تشهدون } وتعاينوه . وهذا ملاطفة منها لقومها في الاستشارة منهم فيما يعمل عليه ، فقالوا لها في الجواب عن ذلك انا { نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد } أي أصحاب قدرة وأصحاب بأس أي شجاعة شديدة { والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين } ما الذي تأمرينا به لنمتثله ، وهذا القول منهم فيه عرض القتال عليها إن أرادت ، فقالت لهم في الجواب { إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها } فكونوا على حذر من ذلك { وجعلوا أعزة أهلها أذلة } قيل بأن يستعبدوهم . فقال الله تعالى تصديقاً لهذا القول { وكذلك يفعلون } قال ابن عباس : إنما يفعلون ذلك إذا دخلوها عنوة . ثم حكى انها قالت { إني مرسلة إليهم بهدية } فأذنوا للأمر في ذلك لانظر ما عند القوم فيما يلتمسون من خير أو شر . وقيل إنها ارسلت بجوار وغلمان على زي واحد . فقالت ان ميز بينهم ورد الهدية وأبا إلا المتابعة ، فهو نبي وإن قبل الهدية فانما هو من الملوك . وعندنا ما يرضيه - ذكره ابن عباس - وقيل : انها أرسلت اليه بلبنة من ذهب فأمر سليمان أن تطرح بين أرجل الدواب وسراقينها استهانة بذلك .