Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 41-45)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خمس آيات عند الكل ما عدا الكوفي ، فانها في عدده ست آيات عد { قوارير } آية . ولم يعده الباقون . حكى الله تعالى ان سليمان أمر ان ينكروا لها عرشها ، وهو أن يغيره إلى حال تنكره اذا رأته اراد بذلك اعتبار عقلها على ما قيل . والجحد والانكار : جحد العلم بصحة الشيء ، ونقيضه الاقرار ، والتنكير تغيير حال الشيء إلى حال ينكرها صاحبها إذا رآها . وقوله { ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون } بيان من سليمان ان الغرض بتنكير عرشها ننظر اتهتدي بذلك أم تكون من الذين لا يهتدون إلى طريق الرشد ، فلما جاءت المرأة ، قال لها سليمان { أهكذا عرشك } فقالت في الجواب كأنه هو ، ولم تقطع عليه ، لما رأت من تغير احواله . فقال سليمان { وأوتينا العلم من قبلها } قال مجاهد : هو من قول سليمان { وكنا مسلمين } اي مؤمنين بالله مستسلمين له . وقال الجبائي : هو من كلام قوم سليمان ( ع ) . ثم اخبر تعالى فقال { وصدها ما كانت تعبد من دون الله } ومنعها منه وتقديره وصدها سليمان عما كانت تعبد من دون الله ، ومنعها منه { انها كانت من قوم كافرين } بنعم الله عليهم عابدين مع الله غيره . وقال الفراء : يجوز ان يكون المراد صدها عن عبادة ما كانت تعبد من دون الله من الشمس انها كانت من قوم كافرين يعبدون الشمس ، فنشأت على ذلك . وكسر ( انها ) على الاستئناف ، ولو نصب على معنى ، لأنها جاز . ثم حكى بأنه قيل لها { ادخلي الصرح } فالصرح هو الموضع المنبسط المنكشف من غير سقف ، ومنه قولهم : صرح بالأمر اذا افصح به ، ولم يكن عنه . والتصريح خلاف التعريض ، وفلان يكذب صراحاً من هذا . { فلما رأته حسبته لجة } يعني ان المرأة لما رأت الصرح ظنته لجمة ، واللجة معظم الماء . ومنه لجج البحر خلاف الساحل . ومنه لجّ في الأمر اذا بالغ بالدخول فيه { وكشفت عن ساقيها } ظناً منها انها تريد ان تخوض الماء . وقيل : ان سليمان اجرى الماء تحت الصرح الذي هو كهيئة السطح . وقيل : الصرح صحن الدار يقال صرحة الدار ، وراحة الدار ، وقاعة الدار ، وقارعة الدار كله بمعنى صحن الدار . وقيل صرح القصر ، قال الشاعر : @ بهن نعام بناء الرجال تشبه اعلامهن الصروحا @@ وقال ابو عبيدة : كل بناء من زجاج او صخر او غير ذلك موثق ، فهو صرح ، ومنه { يا هامان ابن لي صرحاً } وقيل : انه اراد ان يختبر عقلها . وقيل : لأنهم كانوا قالوا : إن ساقيها مثل ساق الحمار برجل حمار ، لأنها من ولد بين الانس والجن ، لأنه قيل : ان الجن خافت ان يتزوج بها سليمان ، فقالوا ذلك لينفروا عنها ، فلما امتحن ذلك وجده على خلاف ما قيل فيه . وقيل : انه كان قيل : ان على ساقيها شعراً ، فلما كشفته بان الشعر فساءه ذلك واستشار الجن في ذلك ، فعملوا له النورة والزرنيخ . وقيل : انه اول من اتخذ له ذلك . وقيل : انما فعل ذلك ليريها عظيم آيات الله لتسلم وتهتدي إلى دين الله . ثم قال لها { إنه صرح ممرد من قوارير } فالممرد المملس ، ومنه الأمرد . وشجرة مرداء ملساء لا ورق عليها ، والمارد الخارج عن الحق المملس منه . فقالت عند ذلك يا رب { إني ظلمت نفسي } بما ارتكب من المعاصي بعبادة غيرك { وأسلمت } الآن { مع سليمان لله رب العالمين } الذي خلق الخلق . وقيل : انها لما اسلمت تزوجها سليمان ( ع ) . ثم اخبر تعالى انه ارسل { إلى ثمود أخاهم صالحاً } يعني في النسب ، لأنه كان منهم { أن اعبدوا الله } موضع ( أن ) نصب ، وتقديره ارسلناه بأن اعبدوا الله ، وحده لا شريك له { فإذا هم فريقان يختصمون } يعني منهم مؤمن بصالح ومنهم كافر به ، في قول مجاهد .