Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 46-50)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة والكسائي وخلف { لتبيتنه وأهله ثم لتقولن } بالتاء فيهما جميعاً . الباقون بالنون . وقرأ مجاهد بالياء . وقرأ ابو بكر عن عاصم { مهلك } بفتح الميم واللام ، وفي رواية حفص - بفتح الميم وكسر اللام - الباقون - بضم الميم وفتح اللام - قال ابو على : من قرأ بضم الميم احتمل امرين : احدهما - اراد المصدر من إهلاك اهله أي لم نشهد اهلاكهم . الثاني - ان يكون المراد لم نشهد موضع إهلاكهم . وقراءة حفص ايضاً تحتمل أمرين : احدهما - ما شهدنا موضع هلاكهم . والثاني - المصدر اي ما شهدنا هلاكهم . وقراءة ابى بكر معناها المصدر . لما اخبر الله تعالى انه ارسل صالحاً إلى قومه ، وانهم كانوا فريفين ، مسلم وكافر ، يخاصم بعضهم بعضاً ، قال لهم صالح { يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة } فالاستعجال طلب التعجيل ، وهو الاتيان به قبل وقته . وكان هؤلاء الجهال إذا خوفوا بالعقاب قالوا ، على جهة الانكار لصحته متي هو ؟ وهلا يأتينا به ؟ ، فقال لهم صالح { لم تستعجلون } ذلك : قال مجاهد . يعني العذاب قبل الرحمة ، والسيئة - ها هنا - المراد بها العقاب سماها سيئة لما فيها من الآلام ولأنها جزاء على الافعال السيئة ، لان السيئة هي الخصلة التي تسوء صاحبها حين يجدها . والسيئة ايضاً هي الفعل القبيح الذي ، لا يجوز لفاعلها فعلها ، ونقيضها الحسنة . فقال لهم { لولا تستغفرون الله } ومعناه هلا تسألون الله الغفران به بدلا من استعجال العقاب { لعلكم ترحمون } وإنما خرجت ( لولا ) إلى معنى ( هلا ) لأنها كانت لامتناع الشيء لكون غيره ، كقولك : لولا زيد لأتيتك ، فخرجت إلى الانكار ، لامتناع الشيء لفساد سببه فقال { لولا تستغفرون الله } منه . ثم اخبر بما اجابوه ، لانهم قالوا { اطيرنا بك وبمن معك } أي وبمن هو على دينك ، فالتطير التشاؤم ، وهو نسبة الشؤم إلى الشيء على ما يأتي به الطير من ناحية اليد اليسرى وهو البارح ، والسانح هو اتيانها من جهة اليد اليمنى . واصل : { اطيرنا } تطيرنا ، دخلت فيه ألف الوصل ، لما سكنت الطاء للادغام ، فقال لهم صالح { طائركم عند الله } أي الشيء الذي تحذرونه بالتطير { عند الله } لانه القادر على عقابكم بما أنتم عليه من الكفر . والمعنى - في قول ابن عباس - معاقبتكم عند الله . ثم قال لهم : ليس ذلك للتشاؤم والتطير { بل أنتم قوم تفتنون } فالفتنة - ها هنا - قولهم ما زين لهم من الباطل . ثم اخبر تعالى أنه { كان في المدينة } التي بعث الله منها صالحاً { تسعة رهط يفسدون في الأرض } أي يفعلون فيها المعاصي { ولا يصلحون } أي لا يفعلون الطاعات . وقوله { قالوا تقاسموا بالله } قيل في معناه قولان : احدهما - قالوا متقاسمين إلا انه يحذف منه قد . والآخر - انه أمر ، وليس بفعل ماض . { لنبيتنه وأهله } حكاية أنهم قالوا : { لنبيتنه } فمن قرأ بالنون اراد إنا نفعل بهم ذلك ليلا . ومن قرأ بالتاء ، فعلى انه خاطب بعضهم بعضاً بذلك . ولمعنى انهم تحالفوا : لنطرقنهم ليلا ، يقال لكل عمل بالليل تبييت ، ومنه قوله { إذ يبيتون ما لا يرضى من القول } وانشد ابو عبيدة : @ اتونـي فلـم ارض ما بيتـوا وكانوا اتونـي بامـر نكر لانـكـح امـهـم منـذراً وهـل ينكـح العبـد حـر لحـر @@ وقال ابن اسحاق انهم لما اتوا صالحاً لتبييته ، دفعتهم الملائكة بالحجارة ، { ثم لنقولون لوليه } معناه إنهم قالوا إذا قال لنا وليه وناصره : من فعل هذا قلنا له { ما شهدنا مهلك أهله } فمن ضم الميم اراد ما رأينا إهلاكه . ومن فتح الميم اراد مكان هلاكهم او اهلاكهم يريد المصدر { وإنا لصادقون } في هذا القول . ثم اخبر تعالى انهم { مكروا } بهذا القول { ومكرنا } نحن ايضاً مكراً بأن جازيناهم على مكرهم وجعلنا وباله عليهم فانا أهلكناهم عن آخرهم . وقيل : ان الله أرسل عليهم صخرة أهلكتهم . ويحتمل أن يكون المعنى في " مكرنا " انا انجينا المؤمنين بالمكر بالكفار بكل ما يقدرون عليه من الاضرار بهم ، وإلجائهم إلى الايمان . وانما نسبه إلى نفسه لما كان بأمره .