Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 51-55)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفة ويعقوب { أنا دمرناهم } بفتح الالف . الباقون بكسرها ومن فتح احتمل وجهين : احدهما - النصب على البدل من { كيف } و { كيف } نصب بـ { انظر } . والثاني - ان يكون { كيف } في موضع الحال و { دمرنا } خبر { كان } وتلخيصه ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أي عاقبة امرهم التدمير . وقيل : هو نصب بتقدير بأنا ، فلما حذف الباء نصب ، وقال الكسائي : هو في موضع الجر . ويحتمل الرفع أيضاً على البدل من { عاقبة } . ويحتمل أيضاً على الجواب ، كأنه قيل : ما كان عاقبة أمرهم ؟ فقيل : تدميرنا لهم . يقول الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) { انظر } يا محمد وفكر { كيف كان عاقبة مكرهم } أي هؤلاء الكفار الذين كفروا ودمرناهم . والعاقبة الحال التي يؤدي اليها الباديء تقول : اعقبني هذا الدواء صحة . وأعقب هذا الطعام الرديء مرضاً ، وكذلك المعاصي تعقب النار . وقيل : ان بيوتهم هذه المذكورة بوادي القرى موضع بين الشام والمدينة . والمكر الأخذ بالحيلة للايقاع في بلية ، فلما مكر أولئك الكفار بصالح ( ع ) ليقتلوه ، ومن آمن ولم يتم مكرهم ، وأدى مكرهم إلى هلاكهم وتدميرهم والتدمير التقطيع بالعذاب ، فدمر الله قوم صالح بأن قطعهم بعذاب الاستئصال في الدنيا قبل الآخرة ، فلم يبق لهم باقية . ثم اخبر تعالى ان بيوت أولئك الكفار { خاوية } أي خالية فارغة وكان رسمهم أن يكونوا فيها ويأوون اليها ، فلما أهلكهم الله ، صاروا عبرة لمن نظر اليها واعتبر بها . وقيل هذه البيوت المذكورة بوادي القرى . وقوله { وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون } اخبار منه تعالى انه انجى وخلص المؤمنين من قوم صالح لانهم كانوا يتقون معاصي الله ، خوفا من عقابه ، فالاتقاء الامتناع من البلاء بما يرد عن صاحبه ان ينزل به . والتقي هو العامل بما يتقي عنه العقاب . وقيل : ان الله تعالى دمر التسعة الرهط الذين يفسدون في الارض وقومهم . وقوله { ولوطاً إذ قال لقومه } يحتمل امرين : احدهما - نصب { لوطاً } بتقدير وأرسلنا لوطاً . الثاني - واذكر لوطاً حين قال لقومه منكراً عليهم افعالهم { أتأتون الفاحشة } يعني الخصلة القبيحة الشنيعة ، الظاهرة القبح ، وهي اتيانهم الذكران في أدبارهم { وأنتم تبصرون } أي تعلمون أنها فاحشة . وقيل معناه : { وأنتم تبصرون } أي يرى بعضكم من بعض ان ذلك عتواً وتمرداً . ثم بين الفاحشة التي كانوا يفعلونها بقوله { أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء } التي خلقهن الله لكم . ثم اخبر تعالى عن لوط انه قال لهم { بل أنتم قوم تجهلون } اي تفعلون أفعال الجهال لجهلكم بمواقع نعم الله سبحانه وتعالى عليكم .