Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 66-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن كثير ، وأهل البصرة بل { أدراك } بقطع الهمزة ، يقال : تدارك زيد أمره وأدارك بمعنى واحد ، ومثله { إنا لمدركون } وقد شدد الاعرج وروى السموني - بكسر اللام - ووصل الهمزة وتشديد الدال من غير ألف . الباقون { بل ادارك } بمعنى تتابع علمهم وتلاحق حتى كمل . والمعنى بل ادارك في الآخرة أي حين لم ينفعهم اليقين مع شكهم في الدنيا - على ما ذكره ابن عباس - وقيل : انه قرأ { بلى ادارك } وادارك العلم لحاق الحال التي يظهر فيها معلومه ، ففي الآخرة يظهر الحق بما يرى من الأمور التي من شأنها أن يقع عندها علم بمقتضى ما يحدث من عظم الأمور وقيل : معنى { بل } ها هنا ( هل ) فكأنه قال : هل ادارك علمهم ، ومعناه انهم لا يعلمون الآخرة { بل هم في شك منها } ومن شدد الدال قال أصله تدارك فأدغموا التاء في الدال وقلبوا ألف الوصل . وقرأ اهل المدينة { إذا } على الخبر . الباقون بهمزتين على الاستفهام ، ويحقق الهمزتين ابن عامر وأهل الكوفة وروح ، إلا أن هشاماً يفصل بينهما بالف ، وابن كثير وابو عمرو ورويس يخففون الأولى ويلينون الثانية . ويفصل بينهما بالف أبو عمرو ، واما { أئنا } فقراءته على الخبر ، وزاد فيه نوناً ابن عامر والكسائي . الباقون بهمزتين وخففهما عاصم وحمزة وخلف وروح . الباقون يخففون الأولى ويلينون الثانية ، ويفصل بينهما بالف أهل المدينة إلا ورشاً ، وابو عمرو . وقد مضى تعليل هذه القراءات فيما مضى . لما اخبر الله تعالى عن الكفار أنهم لا يشعرون متى يحشرون يوم القيامة وانهم ساخرون في ذلك ، أخبر انهم يعلمون حقيقة ذلك يوم القيامة حين يبعثهم الله ، وانه لا ينفعهم علمهم في ذلك الوقت مع شكهم في دار الدنيا . وأخبر انهم في شك من البعث في دار الدنيا ، وأنهم عمون عن معرفة حقيقته . وهو جمع ( عمى ) وشبه جهلهم بذلك بالعمى ، لان كل واحد منها يمنع بوجوده من ادراك الشيء على ما هو به ، لأن الجهل مضاد العلم ، والعمى مناف للرؤية . ثم حكى عن الكفار انهم قالوا متعجبين من البعث والنشور { أئذا كنا تراباً } ويكون { آباؤنا } تراباً ايضاً { ائنا لمخرجون } من قبورنا ومبعوثون ، يقولون ذلك مستهزئين منكرين . ثم اخبر انهم يحلفون ويقولون { لقد وعدنا هذا } البعث { نحن } فيما مضى وكذلك وعد به { آباؤنا } ولم نعرف حقيقة ذلك ، ثم حكى انهم يقولون ليس { هذا إلا أساطير الأولين } وانما اشتبه عليهم النشأة الثانية لطول المدة في النشأة الاولى على مجرى العادة ، ولو نظروا في أن من اجرى هذه العادة حكيم ، وانه قادر على نقض العادة ، كما قدر على اجرائها لزالت شبهتهم . ثم امر نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ان يقول لهم { سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين } لأنهم يرون آثار آبائهم وكيف أهلكهم الله وخرب ديارهم كعاد وثمود وغيرهم ، فيعلمون عند ذلك صحة ما قلناه ، ولا يأمنوا أن يحل بهم مثل ما حل بهم . ثم نهى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ان يحزن عليهم ويتأسف على تركهم الايمان وأن لا يكون في ضيق نفسه { مما يمكرون } ، فان وبال مكرهم عائد عليهم .