Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 81-85)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ حمزة { تهدي } بالتاء مفتوحة وبسكون الهاء { العمي } بنصب الياء . ويقف على { تهدي } بالياء . الباقون { بهاد } بباء مكسورة وبألف بعد الهاء ، وخفض الياء من { العمي } على الاضافة في الموضعين . فقراءة حمزة تفيد الفعل المضارع . وقراءة الباقين اسم الفاعل . يقول الله تعالى لنبيه لست يا محمد تهدي العمي عن ضلالتهم . والهادي هو الذي يدعو غيره إلى الحق ويرشد اليه . وقد يدعو بالنطق بأن يقول : هو صواب وقد يدعو اليه بأن يبين أنه صواب ، فانه ينبغي أن يعمل عليه ويعتقد صحته . والضلالة الذهاب عن طريق الصواب وهو الهلاك بالذهاب عنه . وإنما شبه الله تعالى الكفار بأنهم عمي ، لانهم من حيث لم يهتدوا إلى الحق ، ولم يصيروا اليه فكأنهم عمي ، وانما نفى أن يهديهم إلى الحق بأن يحملهم عليه او يجبرهم عليه ، ولم ينتف أن يكون هادياً لهم بالدعاء اليه ، ويبين لهم الحق فيه . وقوله { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } معناه لا تسمع إلا من يطلب الحق بالنظر في آياتنا ولا يلبث أن يسلم ، لان الدلائل تظهر له ، وعقله يخاصمه حتى يقول بالحق ويعتقده . وانما قال انه يسمع المؤمنين ، من حيث أنهم الذين ينتفعون به ويسلمون له . وقوله { وإذا وقع القول عليهم } قال قتادة : معناه وجب الغضب عليهم . وقال مجاهد : حق القول عليهم بأنهم لا يؤمنون . وقيل : معناه إذا وقع القول عليهم بأنهم قد صاروا إلى منزلة من لا يفلح أحد منهم ولا أحد بسببهم ، أخذوا حينئذ بمنادي العقاب باظهار البراءة منهم . وقال ابن عمر ، وعطية : إذا لم يأمر الناس بالمعروف وينهوا عن المنكر تخرج الدابة . وقيل : انها تخرج من بين الصفا والمروة . وروى محمد بن كعب القرطي عن علي ( عليه السلام ) انه سئل عن الدابة ، فقال : ( اما والله مالها ذنب وإن لها لحية ) وفي هذا القول منه ( ع ) إشارة إلى انه من ابن آدم . وقال ابن عباس : دابة من دواب الله لها زغب وريش لها أربعة قوائم . وقال ابن عمر : انها تخرج حتى يبلغ رأسها الغيم ، فيراها جميع الخلق . ومعنى { تكلمهم } قيل فيه قولان : احدهما - تكلمهم بما يسوؤهم من انهم صائرون إلى النار ، من الكلام بلسان الآدميين الذي يفهمونه ويعرفون معناه ، فتخاطب واحداً واحداً ، فتقول له : يا مؤمن يا كافر . وقيل { تكلمهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } أي بهذا القول . ذكره ابن مسعود . الثاني - تكلمهم من الكلام . وقيل إنها تكتب على جبين الكافر أنه كافر وعلى جبين المؤمن أنه مؤمن . وروي ذلك عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . ثم قال { ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون } واستدل به قوم على صحة الرجعة في الدنيا ، لأنه قال : من كل أمة ، وهي للتبعيض فدل على ان هناك يوماً يحشر فيه قوم دون قوم ، لأن يوم القيامة يحشر فيه الناس عامة ، كما قال { وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً } ومن حمل الآية على أن المراد باليوم يوم القيامة قال : إن ( من ) زائدة ، والتقدير ويوم نحشر كل أمة فوجاً أي فوجاً فوجاً من الذين كذبوا بآيات الله ولقاء الآخرة { فهم يوزعون } أي يجمعون . وقال ابن عباس : معناه يدفعون . وقيل : يساقون . وقيل : يوقف أولهم على آخرهم . وقوله { ووقع القول عليهم بما ظلموا } أي صاروا إلى منزلة من لا يفلح احد منهم ، ولا احد بسببهم ، { فهم } في ذلك الوقت { لا ينطقون } بكلام ينتفعون به . ويجوز أن يكون المراد { لا ينطقون } أصلا لعظم ما يرونه ويشاهدونه من أهوال القيامة . وقرأ اهل الكوفة { تكلمهم أن الناس } بفتح الالف ، لان ابن مسعود قرأ { بأن الناس } فلما سقطت الباء نصبوا { أن } . الباقون بالكسر على الاستئناف . وروي عن ابن عباس { تكلمهم } مخففاً اي تسمهم وتجرحهم تقول العرب كلمت زيداً إذا جرحته . وقد يقال ايضاً بالتشديد من الجراح ، ولا يقال في الكلام إلا بالتشديد .