Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 61-65)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى منبهاً لخلقه على عظيم ما انعم به عليهم ورغبهم فيه من ثواب الجنه { أفمن وعدناه وعداً حسناً } يعني من ثواب الجنة جزاء على طاعاته يكون بمنزلة من متعناه متاع الحياة الدنيا ؟ ! وقال السدي المعني بقوله { أفمن وعدناه } حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن ابي طالب عليه السلام وعدهما الله الجنة . وقيل : النصر في الدنيا والجنة في الآخرة - ذكره الضحاك ومجاهد - { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } يعني به أبا جهل { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } في النار . وقيل للجزاء . وقيل : نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وابي جهل والمتعة هي المنفعة . وقد فرق بينهما بأن المتعة منفعة توجب الالتذاذ في الحال ، والنفع قد يكون بألم يؤدي إلى لذة في العاقبة ، فكل متعة منفعة ، وليس كل منفعة متعة . والمتاع على وجهين : احدهما - كالادوات التي يتمتع بها من نحو الفرس ، والاثاث والثياب وغيرها . والثاني - يكون بمعنى المتعة . والمراد - ها هنا - متعة الحياة الدنيا . وقوله - { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } يعني من المحضرين للجزاء بالعقاب ، لأنه تعالى ذكر من وعد وعداً حسناً ، فدل ذلك على أهل الثواب ثم ذكر انه لا يستوي أهل الثواب وغيرهم ، فدل على اهل العقاب ، لبعد حال كل فريق من الفريقين عن الآخر . والاحضار إيجاد ما به يكون الشيء بحيث يشاهد ، فلما كان هؤلاء القوم يوجدون يوم القيامة ما به يكرهون بحيث يشاهدهم الخلائق ، كانوا محضرين . ثم قال { ويوم يناديهم } وتقديره : واذكر يوم ينادي الله الكفار ، وهو يوم القيامة { فيقول } لهم على وجه التوبيخ لهم والتقريع " أين الذين " اتخذتموهم شركائي فعبدتموهم معي على قولكم وزعمكم والزعم القول في الأمر عن ظن أو علم ، ولذلك دخل في باب العلم ، واخواته قال الشاعر : @ فان تزعميني كنت أجهل فيكم فاني شريت الحلم بعدك بالجهل @@ ثم حكى ان { الذين حق عليهم القول } بالعقاب : من الشياطين والانس والذين أغووا الخلق من الانس يقولون في ذلك اليوم { ربنا هؤلاء } يعني من ضل بهم من الناس واتخذوا شركاء من دون الله هم { الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون } اي تبرأ بعضهم من بعض ، وصاروا أعداء . ويقولون لم يكن الانس يعبدوننا . ثم حكى الله فقال { وقيل } لهم { ادعوا شركاءكم } الذين عبدتموهم من دون الله . ثم حكى انهم يدعونهم { فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون } وقيل في معناه قولان : احدهما - لو أنهم كانوا يهتدون ما رأوا العذاب . والثاني - لو كانوا يهتدون لرأوا العذاب . ثم قال { ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين } فيما دعوكم اليه من توحيد الله وعدله واخلاص العبادة له .