Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 118-118)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : ذكر ابن عباس ، والحسن : أن قوماً من المؤمنين خافوا بعض المشركين من اليهود ، والمنافقين المودة لما كان بينهم في الجاهلية فنهاهم الله تعالى عن ذلك بهذه الآية . والبطانة معناها ها هنا خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره ويسمون دخلاء أي لا تجعلوا من هذه صفته من غير المؤمنين . اللغة ، والاعراب : والبطن خلاف الظهر ، فمنه بطانة الثوب خلاف ظهارته ، لأنها تلي بطنه . وبطانة الرجل خاصته ، لأنها بمنزلة ما يلي بطنه من ثيابه في القرب منه ، ومنه البطنة وهو امتلاء البطن بالطعام . والبطان حزام البعير ، لأنه يلي بطنه . وقوله { من دونكم } ( من ) تحتمل وجهين : أحدهما - أن تكون دخلت للتبعيض ، والتقدير لا تتخذوا بعض المخالفين في الدين بطانة . والثاني - أن يكون دخولها لتبين الصفة كأنه قيل : لا تتخذوا بطانة من المشركين . وهو أعم وأولى ، لأنه لا يجوز أن يتخذ مؤمن كافراً بطانة على حال وقال بعضهم إن ( من ) زائدة ، وهذا ليس بجيد ، لأنه لا يجوز أن يحكم بالزيادة مع صحة حملها على الفائدة . وقوله : { لا يألونكم خبالاً } معناه لا يقصرون في أمركم خبالا من قولهم ما ألوت في الحاجة جهداً ، ولا أألو الامر ألوا أي لا أقصر جهداً . وقال الشاعر : @ جهراء لا تألو إذا هي أظهرت بصراً ولا من علية تغنيني @@ أي لا تقصر بصراًَ ولا تبصر ، لأنها جهراء تطلب ذلك ، فلا تجده . ومنه الالية اليمين . ومنه قوله : { ولا يأتل أولوا الفضل منكم } معناه لا يقصر ، وقيل لا يحلف . والأصل التقصير والخبال معناه النكال . وأصله الفساد يقال في قوائمه خبل ، وخبال أي فساد من جهة الاضطراب . ومنه الخبل الجنون ، لأنه فساد العقل ، ورجل مخبل الرأي أي فاسد الرأي . ومنه الاستخبال طلب إعادة المال لفساد الزمان . المعنى : وقوله : { ودوا } معناه أحبوا { ما عنتم } معناه إدخال المشقة عليكم . وقال السدي : معناه { ودوا } ضلالكم عن دينكم ، لأن الحمل بالضلال مشقة . وقبل معناه { ودوا } أن يفتنوكم في دينكم أي يحملونكم على المشقة ذكره ابن جريج . اللغة : وأصل العنت المشقة : عنت الرجل عنتاً إذا دخلت عليه المشقة . ومنه أكمة عنوت أي صعبة المسلك لمشقة السلوك فيها . وفلان يعنت فلاناً أي يحمله على المشقة الشديدة في ما يطالبه به . ومنه قوله تعالى : { ولو شاء الله لأعنتكم } الاعراب ، والمعنى : وموضع ودوا يحتمل أن يكون نصباً لأنه صفة لبطانة ويجوز أن يكون له موضع من الاعراب ، لأنه استئناف جملة . وقوله : { قد بدت البغضاء من أفواههم } أي ظهر منها ما يدل على البغض { وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات } يعني العلامات { إن كنتم تعقلون } يعني موضع نفعه لكم ومبلغ عائدته عليكم . وقيل : معناه { إن كنتم تعقلون } الفصل بين ما يستحقه الولي والعدو .