Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 130-130)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النظم ، والمعنى : لما ذكر الله تعالى أن له عذاب من يشاء ، والعفو عمن يشاء ، وصل ذلك بالنهي عما لو فعلوه لاستحقوا عليه العقاب ، وعذبوا عليه ، وهو الربا ، والربا المنهي عنه قال عطا ، ومجاهد : هو ربا الجاهلية ، وهو الزيادة على أصل المال بالتأخير عن الأجل الحال . ويدخل فيه كل زيادة محرمة في المعاملة من جهة المضاعفة ، ووجه تحريم الربا هو المصلحة التي علمها الله تعالى . وقيل فيه وجوه على وجه التقريب : منها للفصل بينه وبين البيع . ومنها - أنه مثال العدل يدعو إليه ويحض عليه . ومنها - أنه يدعوا إلى مكارم الاخلاق بالاقراض وانظار المعسر من غير زيادة . وهذا الوجه روي عن أبي عبد الله ( ع ) . وقوله : { أضعافاً مضاعفة } قيل في معناه ها هنا قولان : أحدهما - للمضاعفة بالتأخير أجلا بعد أجل كلما أخر عن أجل إلى غيره زيد عليه زيادة على المال . الثاني - { أضعافاً مضاعفة } أي يضاعفون في أموالكم . وقيل في تكرير تحريم الربا ها هنا مع ما تقدم في قوله : { وأحل الله البيع وحرم الربا } وغير ذلك قولان : أحدهما - للتصريح بالنهي عنه بعد الاخبار بتحريمه لما في ذلك من تصريف الخطر له وشدة التحرز منه . الثاني - لتأكيد النهي عن هذا الضرب منه الذي يجري على الاضعاف المضاعفة . وقوله : { واتقوا الله } معناه اتقوا معاصيه . وقيل : اتقوا عذابه بترك معاصيه { لعلكم تفلحون } ، لكي تنجحوا بادراك ما تأملونه ، وتفوزوا بثواب الجنة ، لأن ( لعل ) وان كان للشك ، فان ذلك لا يجوز على الله تعالى . وقد بينا لذلك نظائر فيما مضى .