Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 21-25)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
حكى الله سبحانه عن الكفار وسوء اختيارهم أنه { إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله } من القرآن والاحكام واعملوا بموجبه واقتدوا به { قالوا } في الجواب عن ذلك { بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } من عبادة الأصنام ، ولا نتبع ذلك ، فقال الله تعالى منكراً عليهم { أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } ومعناه إنكم تتبعون ما وجدتم عليه آباءكم ، ولو كان ذلك يدعوكم إلى عذاب جهنم ! . وادخل على واو العطف ألف الاستفهام على وجه الانكار . ثم قال { ومن يسلم وجهه إلى الله } أي يوجه طاعته إلى الله ويقصد وجهه بها دون الرياء والسمعة { وهو محسن } اي لا يخلط طاعاته بالمعاصي { فقد استمسك بالعروة الوثقى } أى من فعل ما وصفه فقد تعلق بالعروة الوثيقة التي لا يخشى انتقاضها ، والتوثق امتناع سبب الانتقاض ، لأن البناء الموثق قد جعل على امتناع سبب الانتقاض ، وما ليس بموثق على سبب الانتقاض . ثم قال { وإلى الله عاقبة الأمور } أى اليه ترجع أواخر الأمور على وجه لا يكون لأحد التصرف فيها ، ولا الأمر والنهي . ثم قال لنبيه { ومن كفر } يا محمد من هؤلاء الناس { فلا يحزنك كفره } اى لا يغمك ذلك { إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا } اى نعلمهم باعمالهم ونجازيهم على معاصيهم بالعقاب ، { إن الله عليم بذات الصدور } أى بما تضمره الصدور ، لا يخفى عليه شيء منها . ثم قال { نمتعهم قليلاً } اى نتركهم يتمتعون في هذه الدنيا مدة قليلة { ثم نضطرهم } أى نصيرهم مكرهين { إلى عذاب غليظ } يغلظ عليهم ويصعب وهو عذاب النار . ثم قال { ولئن سألتهم } يعني هؤلاء الذين كفروا بآيات الله { من خلق السماوات والأرض } ؟ ليقولن في جواب ذلك : الله خلق ذلك ، لانهم لا يمكنهم أن يقولوا خلق ذلك الاصنام والاوثان ، لأنهم يقرون بالنشاة الأولى ، ولأنهم لو قالوا ذلك لعلم ضرورة بطلان قولهم ، فقل عند ذلك يا محمد { الحمد لله } على هدايته وتوفيقه لنا بالمعرفة له { بل أكثرهم لا يعلمون } انكم وفقكم الله لمعرفته .