Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 16-20)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما حكى الله تعالى عن اهل القرية انهم قالوا للرسل { إن أنتم إلا تكذبون } في ادعائكم الرسالة على الله حكى ما اجابهم به الرسل فانهم { قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } ووجه الاحتجاج بذلك انه يلزمهم بقولهم الحذر من مخالفتهم والنظر في معجزاتهم ليعلموا انهم صادقون على الله ، ففي ذلك تحذير شديد . ثم قال الرسل لهم أيضاً { وما علينا إلا البلاغ المبين } أي ليس يلزمنا اكثر من البلاغ المبين ، والمعنى انه لو جاءكم رسول غيرنا هل كان عليه إلا البلاغ ؟ على حد ما بلغنا . والبلاغ مجيء الشيء إلى حد يقف عنده ، بلغ الشيء يبلغ بلوغاً وبلاغاً ، فهو بالغ . ومنه البلاغة ، ومثل الابلاغ الافهام والايصال . والمبين صفة للبلاغ ، وهو الظاهر الذي لا شبهة فيه ، فقالوا لهم في الجواب عن ذلك حين عجزوا عن إيراد شبهتم ، وعدلوا عن النظر في معجزهم { إنا تطيرنا بكم } أي تشاءمنا بكم ، والتطير التشاؤم . ثم هددوهم فقالوا { لئن لم تنتهوا } عن ما تدّعونه من النبوة والرسالة { لنرجمنكم } بالحجارة - في قول قتادة - وقال مجاهد : معناه لنشتمنكم : فالرجم الرمي بالحجارة ، يقال : رجم يرجم رجماً ، ورجم بالغيب ترجيماً { وليمسنكم منا عذاب أليم } عند ذلك ، فقال لهم الرسل { طائركم معكم } أي الشؤم كله معكم باقامتكم على الكفر بالله . وقال الفراء : معنى { طائركم معكم } أي اعمالكم في رقابكم تجازون عليها . وقال المبرد : معنى { طائركم } حظكم ونصيبكم من الخير والشر . وهو قول ابي عبيدة . والطيرة الشؤم . ومنه قوله صلى الله عليه وآله " لا عدوى ولا هامه ولا صقر ولا غلول " وفلان لا يطير غرابه ، وهو ساكن الطائر ، إذا كان ساكناً وقوراً ، وفلان لا يطور بنا أي لا يقربنا ، وما في الدار طوري ولا طوراني أي لا أحد . وعدا فلان طوره إذا جاوز قدره . وقوله { ائن ذكرتم } قرأه ابن كثير ونافع وابو عمرو والمفضل عن عاصم - بهمزة بعدها ياء - وهي همزة بين بين . والباقون بهمزتين مخففتين : احداهما همزة الاستفهام ، والاخرى - همزة ( إن ) وجواب ( ائن ذكرتم ) محذوف وتقديره أئن ذكرتم هذا القول . وقال قوم : معناه أئن ذكرتم طائركم معكم وقال قوم : جعله جزاء قدم خبره عليه لما كان غير مجزوم اللفظ . وقيل : أئن ذكرتم تطيركم قلتم ما قلتم ، { بل أنتم قوم مسرفون } على نفوسكم ، لانكم تجاوزتم حد العصيان حين كفرتم بالله وبوحدانيته . وقيل : كان اسم صاحب ( يس ) الذي قتله قومه حبيب بن مري . حكى الله تعالى انه { جاء من أقصى المدينة رجل يسعى } أي رجل من أبعد المدينة جاء يعدوا ويشتد { فقال يا قوم اتبعوا المرسلين } الذين أرسلهم الله اليكم واقروا بنبوتهم وبرسالتهم . وقرأ ابو جعفر { أئن } بفتح الهمزة الثانية . وبه قال زوين بن حبيش . ومعناه لان ذكرتم . الباقون بكسرها . وقرأ ابو جعفر { ذكرتم } بالتخفيف . الباقون بتشديدها .