Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 112-122)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى بعد ان ذكر قصة ابراهيم وولده الذى اخبر الله بذبحه على ما فسرناه ، بشره باسحاق ولداً له آخر ، نعمة عليه مجددة لما فعل من المسارعة إلى ما أمره الله به وصبره على احتمال المشقة فيه ، وبين انه نبياً من الصالحين ، وأنه بارك عليه يعني على يعقوب وعلى إسحاق وخلق من ذريتهما الخلق الكثير ، فمنهم محسن بفعل الطاعات ومنهم ظالم لنفسه بارتكاب المعاصي بسوء أختياره ، مبين أي بين ظاهر . ثم اقسم تعالى بأنه منّ على موسى وهارون أي انعم عليهما نعمة قطعث عنهما كل اذية ، فأصل المّن القطع من قوله { فلهم أجر غير ممنون } أي غير مقطوع ، وحبل منين متقطع والمنية الموت ، لانها قاطعة عن تصرف الحي والبركة ثبوت الخير النامي على مرور الاوقات فبركته على إبراهيم واسحاق باللطف في دعائهما إلى الحق ، وبالخبر عن أحوال جليلة في التمسك بطاعة الله { ونجيناهما وقومهما } ومعناه إنا خلصنا موسى وهارون ، ومن كان آمن بهما { من الكرب العظيم } أي الأذى الذي كان يؤذونهم بأن أهلك الله فرعون وقومه وغرقهم { ونصرناهم } يعني موسى وهارون وقومهما ، { فكانوا هم الغالبين } لاعدائهم بالحجج الظاهرة وبالقهر ، من حيث أن الله غرق أعداءهم { وآتيناهما } يعني موسى وهارون { الكتاب المستبين } يعني التوراة الداعى إلى ما فيه من البيان بالمحاسن التي تظهر منه في الاستماع ، فكل كتاب لله بهذه الصفة من ظهور الحكمة فيه { وهديناهما الصراط المستقيم } يعني أرسلنا موسى وهارون ودللناهما على الطريق المؤدي إلى الحق الموصل إلى الجنة باخلاص الطاعة لله تعالى . وقال قتادة : الطريق المستقيم الاسلام { وتركنا عليهما في الآخرين } أي الثناء الجميل . بأن قلنا { سلام على موسى وهارون } كما قلنا { سلام على نوح في العالمين } ثم اخبر تعالى ان مثل ما فعل لهما يفعل بالمحسنين المطيعين ويجزيهم بمثل ذلك على طاعاتهم ، ودل ذلك على ان ما ذكره الله كان على وجه الثواب على الطاعات لموسى وهارون ومن تقدم ذكره ، لأن لفظ الجزاء يفيد ذلك . ثم اخبر ان موسى من جملة عباده المصدقين بجميع ما اوجبه الله عليهم العالمين بذلك .