Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 100-100)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى في هذه الآية ان من يفارق وطنه ، ويخرج من أرض الشرك وأهله هرباً بدينه إلى أرض الاسلام وأهلها والمهاجر في سبيل الله يعني منهاج دين الله وطريقه الذي شرعه لخلقه يجد في الارض مراغماً كثيراً { يجد } مجزوم ، لأنه جواب الشرط . اللغة : والمراغم المضطرب في البلاد والمذهب يقال منه : راغم فلان قومه مراغماً ومراغمة قال الفراء : هما مصدران ومنه قول النابغة الجعدي : @ كطود يلاذ بأركانه عزيز المراغم والمهرب @@ وقال الشاعر : @ إلى بلد غير داني المحل بعيد المراغم والمضطرب @@ والمراغم مأخوذ من الرغام وهو التراب ومعنى راغمت فلاناً هجرته . ولم أبال رغم أنفه أي وان لصق بالتراب أنفه . المعنى : واختلف أهل التأويل في معناه ، فقال ابن عباس : المراغم التحول من أرض إلى أرض وبه قال الضحاك ، والربيع ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد . وقال السدي يعني معيشة . وقال ابن زيد يعني مهاجراً . وقال ابن عباس يعني سعة في الرزق . وبه قال الربيع بن أنس والضحاك . وقال قتادة : سعة من الضلالة إلى الهدى . وقال يزيد بن أبي حبيب : ان أهل المدينة يقولون من خرج فاصلا من أهله يريد الغزو وجب سهمه لقوله : { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله } وقوله : { وسعة } يحتمل أمرين : أحدهما - السعة في الرزق . الثاني - السعة مما كان فيه من تضيق المشركين عليهم في أمر دينهم بمكة . ثم أخبر تعالى أن من خرج مهاجراً من أرض الشرك فاراً بدينه إلى الله ورسوله وأدركه الموت قبل بلوغه دار الهجرة وأرض الاسلام { فقد وقع أجره على الله } يعني ثواب عمله وجزاء هجرته عليه تعالى { وكان الله غفوراً } يعني ساتراً على عباده ذنوبهم بالعفو عنهم { رحيماً } بهم رفيقاً . النزول : وقيل في سبب نزول الآية ان الله لما أنزل ان الذين { توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } كتب المسلمون بالآيات وبعثوها إلى أخوانهم من أهل مكة فخرج حينئذ منها جماعة ، فقالوا : لم يبق لنا عذر فهاجروا . وقال سعيد بن جبير وعكرمة والضحاك والسدي وابن زيد وابن عباس ورواه أبو الجارود عن أبي جعفر ( ع ) أنها نزلت في ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع أو العيص بن ضمرة وكان مريضاً فأمر أهله أن يفرشوا له على سريرة ويحملوه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال ففعلوا فأتاه الموت بالتغيم ، فنزلت فيه الآية . وبه قال قتادة وقال : قال ضمرة وأنا أعرف الطريق ولي سعة في المال أخرجوني فأخرج ، فمات . وقال عمر بن شبة : هو أبو أمية ضمرة بن حندب الخزاعي . وقال الزبير بن بكار : هو خالد بن حزام أخو حكيم بن حزام خرج مهاجراً فمات في الطريق . قال عكرمة وخرج جماعة من مكة مهاجرين فلحقهم المشركون وفتنوهم عن دينهم فافتتنوا ، فانزل الله فيهم { ومن الناس من يقول أمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله } وكتب بها المسلمون من المدينة إليهم ثم نزل فيهم { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم } .