Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 74-74)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما أخبر الله تعالى في الآية الاولى ان قوماً من المنافقين يثبطون المؤمنين عن جهاد العدو والقتال في سبيل الله ، حث في هذه الآية على الجهاد ، بأن قال : لا تلتفتوا إلى تثبيط المنافقين ، وقاتلوا في سبيل الله بائعين للدنيا بالآخرة ، إذ لكم بذلك أعظم الأجر وأكبر الحظ . وقال الزجاج : فليكن من الذين يقاتلون في سبيل الله أو عمن كان بينه وبينكم عقد مودة . ومعنى { يشرون الحياة الدنيا بالآخرة } يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة . وبيعهم إياها بالآخرة هو استبدالهم إياها بالآخرة ببذلهم أنفسهم ، وأموالهم في سبيل الله ، وبتوطين أنفسهم على الجهاد في طاعة الله . يقال : شريت بمعنى بعت . واشتريت : ابتعت . ويشرون : يبيعون - في قول الحسن ، والسدي ، وابن زيد ، وجميع أهل اللغة - . قال يزيد بن مفرغ : @ وشريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامة @@ وبرد اسم غلامه . وشريته بمعنى بعته . وفي الآية حذف . والتقدير يشرون الحياة الدنيا بالحياة الآخرة . كأنه قال : يبيعون الحياة الفانية بالحياة الباقية . ويجوز يبيعون الحياة الدنيا بنعيم الآخرة ، ثم قال : { ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب } . فالوعد على القتال ، لا على القتل ، والغلبة . وقوله : { فيقتل } عطف على يقاتل . ولذلك جزمه والجواب قوله : { فسوف نؤتيه } وإنما قال : أو يغلب ، لأن الوعد على القتال حتى ينتهي إلى تلك الحال ، لأنه أعظم الجهاد . وعليه أعظم الأجر . والاجر العظيم هو أعلى أثمان العمل . وذلك أن ثمن العمل على ثلاثة أوجه . ثمن أعلى ، وثمن أدنى ، وثمن أوسط بينهما فالله تعالى يثامن عليه بالثمن الاعظم الاعلى ، فلذلك حسن وصف الاجر بالعظم من غير تقييد له ، إذ كان لا ثمن أعظم مما يثامن الله عليه في ذلك العمل .